فهرس مسرحية نساء ماريونيت

اللوحة الرابعة

       اللوحة الرابعة

المكان       :      حجرة المكتب.
دلال  :      صباح الخير يا أستاذة..زبونة .
حسنة :      كويس بدأت تلعب أهيه .. دخليها .
دلال  :      مين .
حسنة :      الزبونة يا بلوة واسمعي اياكِ وحركات العوالم بتاعتك دي فاهمة .. آه فوقي معايا كده وخلي نهارك يعدي .
دلال  :      ماشي يا ابل .. ستاذه .. اتفضلي يا أنسة منال .
( تدخل منال فتاة في عمر ثلاثين عاماً تدل على مستوى متوسط ).
حسنة :      اتفضلي..  طلباتك .
منال  :      أنا  .. أنا .. اسمي  منال .. وكنت عاوزه أقدم على .. على طلب جواز.
حسنة :      آه بس احنا لسه مفتحناش فرع الجواز والخلع .. بس ..
دلال  :      مفيش مشكلة تملأ الاستمارة وبعدين نتصل بيها .
حسنة :      (مغتاظة ) تنظر لدلال .
منال  :      بس أنا كنت عاوزه أقول مشكلتي .
حسنة :      هو الجواز مشكلة يا حبيبتي  .. بس ييجي .
منال  :      أيوه في حالتي أنا مشكلة وكبيرة كمان .
حسنة :      ( متعاطفة )   تعالي.. مالك .. (منتفضة ) بس اسمعي قوليلي أخبار الخيال معاكِ ايه .
منال  :      خيال إيه.
حسنة :      ولا حاجة تعالي وأنت ذنبك ايه شكلك كده واقعة في مشكلة بجد.. قولي فضفضي إوعي يابت تكوني( تغمز بعينها).
منال  :      أكون ايه يا مدام .
حسنة :      آنسـ .. آه مينفعش(لنفسها) هنبقى إحنا الأثنين(إنسا) قصدي أنسة .. ماشي قولي اللي أنت عاوزاه .
منال  :      أنا مشكلتي مع اخواتي و من خمستاشر سنة .
حسنة :      ورث.
منال  :      أيوه .. أنا الميراث.. خدامة للوراثة .
حسنة :      خدامة للوراثة .. ما هي يظهر عليها سنة غريبة كلها ، أيامها بلا ملامح كان عليه بأيه .. إزااي فضفضي .
منال  :      أمي ماتت وأنا في الإعدادية بالكاد أخدت أولى ثانوي .
حسنة :      ماهي الدراسة صعبة برضه.
منال  :      لأ.. مش كده.. أنا كنت برجع من المدرسة على شغل البيت من حوض المطبخ للغسالة للأكل للشرب .. مكنتش بحس بنفسي إلا فوق السرير نايمة حتة  القماش  فيها حيل عني .
حسنة :      معندكيش أخوات .
منال :      عندى تلات إخوات رجاله أكبر مني بس مين هيخدمهم غيري .. ماكنش هناك غيري .
حسنة :      ولا قرايب.
دلال  :      يا استاذة .. هو ده  زمن قرايب برضه.
حسنة :      بره وإياك تبتدي .
منال  :      زي ما قالت الأستاذة كده.
(دلال تنفخ صدرها فرحة باللقب)
حسنة :      دي السكرتيرة بتاعتي مش أستاذة .
دلال :      ماشي يا أبلتي .
حسنة :      وبعدين كملي يا منال .
منال  :      أخويا الكبير خلص كلية وخطب وأتجوز.. فرحت بيه قوي ومراته حتة سكره.
حسنة :      أخويا التاني دخل الحربية وكان عايش في الكلية على طول وفضل الصغير وكان في الثانوي .. فكرت أني أجرب حظي ولو حتى أخذت دبلوم أي حاجة أحسن من الإعدادية ومعايرتهم يا جاهلة كل شوية .
دلال  :      طبعاً .. طبعاً دبلوم شئ رائع .
حسنة :      وبعدين في ليلتك الغبره دي إحنا لسه ماتحاسبناش على دي  حسابك بعدين أوعي تفتكري إني نسياها.
دلال  :      يووه هي كلمتي واقفة في  الزور.
حسنة :      وبعدين عملتي ايه .. قال جاهلة قال .. مش معاك إعدادية.. قال جاهلة.
منال  :      ويعني هو كان نفع رفضوا وقالوا :مين هيخدمهم ..حتى أخويا الكبير رفض مع أنه بيبقى مكسوف لما يقدمني لأهل مراته اللي كلهم دكاترة .. رغم أنه مش بيتكسف لما يخليني أساعد مراته في شغل البيت وفي العزومات.
حسنة :      ( متأثرة) وإخوتك الأتنين مكنش ممكن تأثري عليهم.
منال  :      لأ طبعاً.. الثاني خلص كليته.. وخطب واتجوز وفرحت له ..وكان كل ما ييجي عريس يرفضوه .. ومين هيخدم أخوها .. والسنة دي أتخرج أخويا وقال أنه مش هيتجوز دلوقت عاوز يبني مستقبله الأول.
حسنة :      وأنت محدش فكر فيك؟!
منال  :      لأ يا أستاذة محدش فكر .. ولما فكروا فيه أخدني أخويا الكبير أعيش معاه في بيته علشان أخويا الصغير  مشغول عني.
حسنة :      معقول برضه.
منال :      لأ مش معقول لأن مش ده السبب الحكاية أن مراته عاوزه تشتغل .. خافوا على الولد من الحضانة .. يعني أخدني دادة .. صحيح مراته بتعاملني كويس وتشتري ليه هدايا .. بس علشان أفضل قاعده عندها شغالة مضمونه مع إن كل الهدايا تطلع ضيقة تضطر تآخدها هي .. حتى الشامبو طلع للشعر الدهني وأنا شعري جاف .
دلال  :      هما الرجالة سبب البلاوي اللي في الدنيا كلها.
منال  :      ( كأنها لم تسمع) وفي يوم من الأيام تعرفت على شاب بيشتغل ميكانيكي في ورشة جنب بيت أخويا .. حبني وحبيته وطلب أنه يتقدم ليه .. تعرفي عملوا ايه؟!
حسنة :      وافقوا طبعاً ما هو كسيب .
منال  :      ابدا طردوه وسخروا منه .. وبتناكة شديدة قالوا : مش معاه شهادة جامعية .. صرخت فيهم : أنا مش معايا غير الإعدادية .. تفتكروا أتجوز مين رئيس الولايات المتحدة مثلاً ولا أحمد عز وأخد كام مليون
حسنة :      مش للدرجة دي ممكن تجيب لغاية وزير برضة (تنظر لدلال):
بتحصل بس هيه حظوظ.. وبعدين كملي يا بنتي.. قصدي يا حبيبتي .
منال  :      حاولت أفكرهم أن همه بس اللي دخلوا جامعه وأني مجرد خدامه ورثوها عن أبويا وأمي .
دلال  :      حاجة تقطع القلب .. الله يرحمك يابا أهو الدبلوم نفع والله يرحم البطتين بتوع أمى ( متداركه ) ياختي بلا هم ما هو أنا هو دبلوم وباشتغل ايه يعني لبيســـــــــــ
حسنة :      (صارخة فيها ) دلال .
دلال  :      قصدي سكرتيرة قد الدنيا.
حسنة :      وبعدين كملي يا منال .
منال  :      ولا حاجة .. مرات أخويا كتر خيرها اتطوعت من نفسها وقالت....
حسنة :      (تقاطعها) وقفت معاك بنت أصول شوفت موضوع الهدايا ده صدفة .
منال  :      جداً جداً .. قالت لأخويا : معقول تجوز أختك ميكانيكي ويبقى جوز عمة ولادي ميكانيكي .
دلال  :      ضربة الدم على قلبها .. وماله الميكانيكي راجل ايديه عرقانة بالشرف .. داهية تلم الغبي .. حد طايل ميكانيكي ماسمعتش الست شادية وهي بتغني أنا عاوزه أتجوز ميكانيكي .
حسنة :      بره يا دلال .. بره .. أقعدي في  مكتبك بره .. (تغمز لها ) يمكن حد يجي ولا الدكتورة المستشارة تيجي متلقيش حد ( تدفعها ) بره .
منال  :      أخويا سمع لها .. ومفكرش إنها مستفيدة من قعدتي جنبها .. دادة للولد علشان هي تروح الشغل والنادي وتخرج تلف مع صحباتها.
حسنة :      فاهمة يا حبيبتي فاهمة .. الظلم وحش.
منال  :      عمري ثلاثين سنة أمتى هتجوز ؟.
حسنة :      وبعدين بقى ..فيه ناس عدتهم ولسه ماتجوزتش .
منال  :      نفسي يبقى عندي بيت زيهم وأولاد أحضنهم .. عيال من لحمي ودمي .. فاهماني يا استاذة .
حسنة :      ( تنظر في مرآة بالمكتب ) أيوه فاهماك وحساك .. عيال كده بأيد صغيرة تصحيك في عز البرد .. تقومي علشان تأكليها وتغيري لها وأنت مش حاسه بلسعة البرد في رجلك وأيديك ،
عيال لما تكبري وتكرمشي تلاقيهم يضحكوا في وشك ويفضلوا يحبوك وكل ما تكرمشي يحبوكِ أكثر .. فاهمة طبعاً فاهمه .. محدش فهمك أدي .
منال  :      أنا ضحيت بحبي للميكانيكي .. علشان ألاقي غيره معاه شهادة .. ملقتش واخواتى فاكرني جارية مش من حقها تحب ولا تتجوز .. قلت آجي يمكن تلاقيلي واحد معاه شهادة يرضى بواحدة جاهلة زيي.. كل اللي معاها إعدادية.
حسنة :      (منتفضة) بس متقوليش جاهلة .. وبعدين والله في معاهم شهادات وأجهل من دابة .
منال  :      ربنا يخليكِ يا أستاذة .. بترفعي من روحي المعنوية .. الله يبارك لك
( يسمع صوت دلال من الخارج أنا عاوزة أتجوز ميكانيكي.. الله يا سلام يا ست )
حسنة :      أنا عارفة روح مين اللي هتطلع النهاردة (تنادي) بت يا دلال .. قصدي يا دلال .
دلال  :      ( تدخل مكشرة) أفندم .
حسنة :      خدي رقم تليفونها.. علشان نبقى نتصل بيها .. بس أنا عاوزة أقولك حاجة يا حبيبتي قبل ما تمشي وده كلام مهم .. حتى لو لقينا لك العريس .
منال  :      اتفضلي يا أستاذة .
حسنة :      أنا مش عاوزاكي تزعلي .. ربنا ما بينساش حد ومش ممكن تدي لهم كل حاجة ويحرموك من حقك الطبيعي .. أنك تكوني زوجة وأم .
منال  :      ربنا كبير.
دلال         بس ربنا قال اسعى يا عبد وأنا اسعى معاك.
حسنة       (تنفخ) أهي البلوه قالتها لك.. يعني لو كان الميكانيكي ده كويس وأخلاقه ممتازة..إتجوزيه وطظ في اخواتك هيغضبوا شوية وبعدين يروقوا.
دلال         وإن ماراقوا .. طظ برضه.
حسنة       (بعصبية) وبعدين زي ما قالت كده طظين .
دلال         أنا قلت واحدة بس .. ما حبش حد يزود عليه.
حسنة :      (متجاهلة دلال)  أو خلي العريس يروح لحد من قرايب والدك أو والدتك اللي يكونوا بيحبوك وعارفين أنت عملتي إيه لإخواتك.
دلال  :      آه أنت مش بتسرقي ده جواز على سنة الله ورسوله.
حسنة :      (تجري خلفها) والله لأقتلك .
دلال  :      (تفلت منها) يوووه خلاص أهه هكتب التليفون وأخرج يعني هي فتوتي اللي هتقف في الزور ما كله بيفتي .
حسنة :      ماهي نقصاك .. بصي يا منال أنت يا حبيبتي هتتجوزي راجل كسيب معاه صنعه ومحترم والناس اللي زي اخواتك دول هما السبب في حاجات كتير (تنظر لدلال) يا ختي هو لولا .الميكانيكي كان مين هيصلح للبيه أخوها عربيته.
دلال  :      صح (تهز رأسها بجدية)
حسنة :      ولولا السباك .. كانت المجاري طفحت علينا.
دلال  :      ( تمسك أنفها) صح برضه .
حسنة :      ولولا الزبال بيلم الزباله.. كان زمانا غرقانين في الزبالة .
دلال  :      ( تعوم بيديها) صح والنبي عين الصح ماشاء الله .. ماشاءالله والنبي بتقولي حكم النهارده ..يسلم فُمك .
منال  :      يعني تفتكري؟
حسنة :      ماحدش هيديكي حقك روحي خديه .. أيوه لازم تخديه برضاهم .. غصب عنهم  تخديه .. دول ظلمه .
منال  :      (مبتسمه ..فرحه) ربنا يخليكي يا أستاذه كان نفسي حد يشجعني .. يقولي أني ما بعملش حاجه غلط .
دلال  :      ياله اتكلي على الله .. ولو عوزتي رقاصة إبقي قولي لنا .
حسنة :      يانهارك ملهوش ملامح.. وقعتك سودا .. استني عليه .. هي قصدها ممكن نساعدك في الموضوع ده.. ياله يا حبيبتي مع السلامة ومتدفعيش حاجة وأنت خارجة المشورة دي هدية مني ،بس ابقي ادعيللي ربنا يسترها معايا(تنظر لدلال) .
دلال  :      أيوه ماهو كلنا في الهم نسوان .
(منال تخرج وهي تشكر حُسنة فرحه وسعيدة).
حسنة :      ( تستدير تنظر لدلال التي تشير تودع منال) أيوه ياختي كلنا في الهم ايه!!
دلال  :      نسو.. نسو... نسوة.
(حُسنة تبحث عن شىء تضرب به دلال) .
دلال  :      خلاص يا أبلتي.. وحياتك حرمت اتكلم مع زباين..  بس شفتي الأفترا يا أبلتي .
حسنة :      أنا مفترية يا دلال .
دلال  :      أنت إيه دا انتي رحمة.. أنا بقولك على إخواتها .. زي إخواتي بس الفرق .. إنهم بيصرفوا عليها وهي بتديهم عمرها ثمن ده .
حسنة :      بت يا دلال إوعي تكوني عندك مشكلة أنت كمان .
دلال  :      ليه مش بني آدم .. طب دا مشكلتي .
حسنة :      أنت هتنكدي عليه أمشي من وشي اعملي اللي قلت لك عليه امبارح .
دلال  :      ( تخبط على رأسها ) آه نسيت نهال الصحفية قاعدة بره من الصبح من قبل الزبونة ما تمشي .
حسنة :      زمانها زهقت ومشيت منك لله  .
دلال  :      متخفيش يا أبلتي لسه موجودة .. دول كيلو بتنجان وواحد فلفل وواحد كوسة.
حسنة :      بتهلفطي تقولي ايه ؟
دلال  :      ما هو أنا خليتها تقور المحشي لحد ما أتكلم معاك .
حسنة :      محشي يخرب بيتك .. ورضيت يابت! (تضحك) أوعي تخرم البتنجان .
دلال  :      دي لهلوبة ماسكة المقوار زي القلم وشغالة .. كله بحسابه دول خمسمية جند .. بس كنت عاوزة اسألك سؤال رفيع يا ابلتي .
حسنة :      سؤال رفيع .. قولي يا همي .
دلال  :      أنت بتدى البنت دي خمسمية جنية علشان خبر ولا صورة في الجرنال ودي جرايد سكه ، شكلها كده .. وأنا خدماك وطالع عيني معاك وبآخد متين بس مش ده ظلم برضه ؟ !
حسنة :      آه ، هو ظلم .
دلال  :      الحمد لله أديك اعترفت .. صلحي غلطك بقى .
حسنة :      حاضر .. ( تمسك بالفاز) أمشي دخلي البنت قبل ما أفقد أعصابي وأديلك خمسمية غرزة في وشك .
دلال  :      ليه هو شرز؟!
حسنة :      إمشي .
دلال  :      يا استاذه نهال .. يا صحفية يا متصيتة تعالي يا حبيبتي ،الأستاذة حُسنة بتصبح عليكِ .. أحلى صباح اتفضلي ( تخرج الشيك من جيبها وتعطيه لها وهي داخلة وتعطيها نهال المقوارثم تخرج دلال) .
حسنة :      مظبوط شغلنا مظبوط شغلك أنت اللي فين ؟
نهال  :      ( تخرج من شنطتها جرنال تعطيه لحُسنة )
أهوه ، صورتك منوره والخبر كمان ، أنا أقدر أرفض لكِ طلب ،مش بس كده، كمان هعمل معاكِ حوار في مجلة ( أوهام ).
حسنة :      دي مجلة ايه ؟
نهال  :      مجلة شاملة .. كل حاجة، حوالى مية صفحة إعلانات جادة .
حسنة :      آه وأنا بقى إعلان ؟
نهال  :      لأ أنت نجمة الإعلان،وهي دي الخدمة اللي هعملها لمكتبك .
حسنة :      إزاي بقى .
نهال  :      هصورك وأنتِ بتستعملي الصابون ، وأكتب تحت الصورة : حتى الهموم بتطلع بالصابون .. صاحبة أكبر مكتب لحل المشاكل تستخدم صابون ( واو) .
حسنة :      واوه .. وده صابون ايه ؟ يابانى .
نهال  :      مصري براس مال مصري مائة في المائة، إحنا بنشجع الاستثمار والافتتاح وكل حاجة ما دامت فيها شفافية .
حسنة :      شفافة ازاي يعني ؟
نهال  :      متشغليش بالك .. هيه كده شفافية .
حسنة :      أيوه زي الشيفون الهفهاف كده .
نهال  :      بالضبط .. مثقفة .. الله عليكِ ،
(لنفسها ) عاملة ايه دي في المكتب ؟بتحل إزاي ! حل وسطك يا شيخه،  أكثر ماهو محلول .
حسنة :      أيوه يا نهال بتقولي حاجه يا روحي ؟
نهال  :      أبداً  أبداً  باسمي في سري خايفة عليكِ من الحسد .. أصلهم يوم ما فكروا في المصطلح ده .. الشفافية  يعني فكروا زيك كده في الشيفون .
حسنة :      عقبال التُللية .
نهال  :      آه ودي تطلع ايه دي ؟
حسنة :      من التل يا سلام ، ده احنا هنشتغل مع بعض حلو قوي .
نهال  :      طبعاً ده شرف ليه .
حسنة :      وهاخد كام بقى في الإعلان ؟
نهال  :      لأ ده هتدفعي فيه كام ؟
حسنة :      ليه كل الفنانين بيآخدوا على الاعلانات أنا أدفع !!
نهال  :      ماهو ده إعلان بروحين .. ده إعلان لمكتبك برضه .. هتدفعي ليه يعني ألفين جنيه .
حسنة :      وأنا هكسب إيه ؟
نهال  :      كتير قوي .. كل اللي هيستعمل الصابون هيعرف مكتبك .
حسنة :      وده صابون حد هيشتريه .. صابون واوه !
نهال  :      واو .. دا كل نجمات السينما في هوليود بيستعملوه.
حسنة :      طب بقى هاتي منه حتتين للبت دلال يمكن تنظف .
نهال  :      طبعاً .. فين الفلوس .
حسنة :      مش لما يتعمل الإعلان .. لأ بقولك ايه دا أنا رقاصة .. هتبيعي لي سمك في  ميه !
نهال  :      ما أنت عارفة يا ست الكل الدفع مقدماً.
حسنة :      مش المرة دي .. الأول الشغل، وكفاية انك طنشتي المدة اللي فاتت .. كَبرتِ الجمجمة قوي معايا،  ولا قسط العربية الجديدة تعبك فنويتى تشتغلي ؟!
نهال  :      ما انتي متابعة أهه .. ماشي ، الإعلان الأول بس ناخد عربون محبة .
حسنة :      وأنا يا حبيبتي معنديش أكثر من المحبة .. دلال .. إديي الأستاذة خمسمية جنية ومضيها على الوصل .
نهال  :      وصل إيه يا ست حُسنة اللي عوزاني أمضيلك عليه وده من إمتى ؟
دلال  :      من النهارده يا روحي ، ما هو شغلك مش عاجب الاستاذة .
نهال  :      استاذة دي عليكي انتي ، لكن أنا … ما  احنا دفنينه سوا !
حسنة :      آه غلطتي .. غلطتي .. جواب بسرعة يا دلال لرئيس التحرير ونشوف بقى .
نهال  :      أوعي تفتكري اني خفت وكشيت ، أمثالك مش ممكن يخوفوا الشرفا أمثالي ولا يكسروا سن قلمي يوم .
دلال  :      سن ايه اللي جاية تقولي عليه .. اللي كنت بتقوري بيه البتنجان من شوية ، طب سيبي غيرك يقول كده!
حسنة :      على رأيك يا دوللي.. دا احنا معندناش رقاصة تخون مهنتها .. بس أقولك ايه اللي زيك حرام أمد ايدي عليه ، بره قال صابون واوه ، قال ، ليه حُسنة ميكروكروم .
نهال  :      هتندمي ،طيب يا حُسنة إن ما قفلت لك المكتب ده .
دلال  :      ليه إنت عاوزة لطفي انت راخره؟ بره يا عيني فرجينا حلاوة خطوتك .(تدفعها) يالله اقرا الحادثة أخبار ..أهرام… جمهورية ..مسا إلا ما سمعنا يوم عن التواصل الدولية .. بره .
حسنة :      استنى هاتي الشيك اللي  لسه لهفاه .
نهال  :      عموماً بكره تندمي  ،اللي زيي مش كثير، ونادر لو لقيتي حد يتفاهم مع امثالك .
حسنة :      الحمد لله  يا ختي انكم مش كتير، كنت هلاحق على مين ولا مين آه .. على مين على مين .. على مين .. على مين يا ست الحلوين هتروح تبيع الماية فى حارة الرقاصين .. أيوه .
( تخرج من المسرح )
دلال  :      يا ساتر كان دمها تقيل .. خرمت المحشى كله .. البت أم غل تصدقي كسرت الكوسة !
.حسنة      :      خلصت منها .. قال ايه صابون واوه  تاخد مني فلوس علشان تحط صورتي مع صابون واوه .. وتروح تاخد من صاحب الصابون فلوس علشان جايبة فنانة .
دلال  :      مين ؟!
حسنة :      أنا.
دلال  :      هو إنت حد عارفك .. دا الصابون أشهر منك على الأقل بريحه .
حسنة :      مش بقولك لازم تزحلقي من هنا ،أنا لازم أعملك عاهة ، تفكرك كل ما تنسي أنا مين ( تجذبها من ودانها ).
دلال  :      حرمت .
حسنة :      ما بتحرميش .
دلال  :      خلاص آخر مرة .. الله بقى .. خلينا في المهم ، عماله تضيعي وقتنا في التفكير في أذيتي .. هتعملي ايه مع الدكتورة ميرام .
حسنة :      (تتوقف) عندك حق والله فاكرتينى.. بالمجنونة دي اللي  زي صاحبتها .. يا ترى لطفي ده شكله ايه .. يستاهل الحرب دي ولا مقلب زيهم .
دلال  :      أكيد يستاهل .
حسنة :      أنا كنت فكراه مربط مع الدكتورة .. أتاريها شغالة لنفسها مع نفسها في الأول و بعد كده  تظبطه .
دلال :      ما هو ده الشغل .
حسنة :      و في الآخر تقولي قال أيه أساعدها علشان ما بيدومش غير صحوبية الست للست.. قال يعني هي كانت عملت كدة مع صاحبتها .
دلال  :      ما هو ده الزمن يا أبلتي .
حسنة :      زمن مهبب..اللي بيحصل ده لا يمكن يحصل إلا في الخيال .
دلال  :      المهم إنه هو سايب نفسه لهم .
حسنة :      أهو بيتفرج.. الراجل فاقد الثقة في الستات .
دلال  :      و هي قدرية دي ستات .
حسنة :      ما هو علشان كده..نسي طعمهم .
دلال  :      ما تخليه يجي يقابلك يا أبلتي وأهو نكسب فيه ثواب.. ده حيطلع من نقرة يقع في دوحضيرة .
حسنة :      آه والنبي..بس الولية الشرانية دي حنعمل فيها أيه ؟
دلال  :      ميرام !! ولاتقدر تعمل حاجه .
حسنة :      طيب أعرف رقمه منين؟!
دلال  :      منها .. من ميرام.. قوليلها هاعرف منه شوية حاجات ومعلومات عن قدرية علشان تصدق أني عاوزه أساعدها.
حسنة :      والله فكرة.. هاتي التليفون وهاتي رقم المجنونة نمرة أتنين .
دلال  :      ميرام .
حسنة :      أيوه.
دلال  :      هو ده الشغل ..(تفتح ملف على المكتب تخرج كارت ميرام وتمليها الرقم)
حسنة :      ألو.. أزيك يا دكتورة .. أنا حُسنة..سنسن .. سلامتك .. عاوزه نمرة لطفة .
(تعطى حسنة ظهرها للمسرح وتواصل الحديث بينما تخفت الإضاءة عليها وتركز على دلال)
دلال  :      حلو كده .. هي نفسها في عريس وأنا نفسي في حاجات كتير أولها أقب لفوق.. أبقى استاذة .. ما هي الحكاية مش صعبة.. بس إزاي؟ هو ده المهم ، لوعرفت أطلع في مخها ، إن لطفى زي ما قالت ميرام عاوز واحدة تفهمه.. تحبه.. ممكن جداً أنها تفكر تدخل السباق وتتلهي عني وتسيب المكتب ليه، أو على الأقل تنشغل وأبقى النايبة مش السكرتيرة.. المساعدة أو النايبة شكلها أحلى ، أيوه هو ده الحل .. بس ازاي هو ده اللي المفروض أني أفكر فيه .
( يضاء المسرح ويعلو صوت حُسنة.. مع السلامة)
دلال  :      رضيت تديهولك ؟
حسنة       :      سلامة السمع وكلمته كمان.. ايه اللي جرى  لودانك اللي شغالة حتى وأنت نايمه ، ما سمعتيش ؟ كلمته وخدت منه ميعاد في كافتريا في وسط البلد بعد ساعة.. ياله يا دوب ساعديني ألبس .
دلال  :      طيب قولي هتعملي ايه؟
حسنة :      ألبس الأول ما فيش وقت .
(تخرجان..)
              إظلام

اللوحة الأولى


اللوحة الأولى

المسرح منقسم لحجرتين على مستويين..الأول مرتفع عبارة عن حجرة معيشة أنيقة ..مليئة بصور فنية لحسنة ،سيدة في منتصف الأربعين..الحجرة الثانية مكتب ويكون في المستوى الأسفل ومبالغ في ديكوره.
يضاء المستوى الثاني-غرفة المعيشة- و حسنة ممددة فوق (شيزلونج) تبدوجميلة أنيقة، بين الحين والحين تنظر إلى صورها وتتنهد، بينما تتصفح مجلة فنية في يدها .. يرن التليفون ..تُضاء بقعة خلفية-كخيال الظل- تظهر فيها الصحفية التي تحدثها ويُسمع صوتها فقط ( لا تظهر على المسرح  ¬)

الصحفية    :      مساء الخير يا مدام .. قصدي يا آنسه حسنة .. معاكي نهال من جريدة التواصل الدولية.
حسنة :      أهلا أهلا يا حبيبتي إزيك يا روحي .. لأ لأ زعلانه منك .. فين الدلع اللي قلتي هتدلعهولى ،شهر بحاله فاتحه المكتب .. وانت ولا حس ولا خبر.
الصحفية    :      بس كده ده أنا عينيه و عيون رئيس التحرير كمان ليكي.
حسنة :      أيوه أيوه إضحكي عليّ تاني .. بقولك ايه شوية دلع بقى من بتوعكم  .. مش عاوزه أزعل منك .. هه ولا إيه؟
الصحفية    :      و أنا أقدر على زعلك بس بدور على مدخل علشان فكرة إنك صاحبة المشروع ده يعني!!
حسنة :      ايه يعني  .. هو أنا فتحت كباريه .. ده مكتب لحل العلاقات الزوجية .. يوه ... قصدي المشاكل الزوجية.
الصحفية    :      ايوه بس مكتب زي ده عاوز خبرة و ........
حسنة :      خبرة !! الخبرة موجودة يا حبيبتي .. وهي الخبرة محتاجه جواز .. ثم أنا  مكنتش ناقصه رجاله .. قُطعوا ولا واحد فيهم فكر – ضحكة عالية- .
الصحفية    :      - ضاحكة – إيه فكر في إيه هه ؟
حسنة :      يا أبيحه قصدى فكر يتجوزني .. يالله ماتفكرينيش المهم  لمعيني بقى و شوفي صاحبتك هيام شوالمذيعه بتاعة الفضاحيات قصدى الفضائيات اياها ..كام حلقه كده و هتمشي.
الصحفية    :      المهم لما تمشي و تجري معاكي ما تنسيناش.
حسنة :      طبعا يا حبيبتي مش هنسى ،سي يو يا روحي مع السلامة يا حياتي.
الصحفية    :      مع السلامة يا قمر(بسخرية) يا أحلى أستاذة.
 (تضع حسنة السماعة و ينطفئ الضوء عن الصحفية)
حسنة :      جاتك داهية حشرية.. ماتفوتيش حاجه..وكلاها والعة
(تضغط على جرس تدخل السكرتيرة دلال )
دلال  :      أيوه يا أبلتي .. يوه يقطعني.. نعم يا مدام ... قصدي يا أستاذه .. والنبي ما تزعلي .. قوام هتعلم احنا كنا فين.
حسنة :      في كباريه و حياة أمك ،وعاوزين ننسى بقى ،اسمي دلوقتي الأستاذة حسنة..أستاذة يا ستوبيد ( تنطقها بثقل يدل على عدم معرفتها للإنجليزية و قلة الثقافة ) مفيش حد جه برضه؟
دلال  :      لأ و النبي .. مع إن البلد مفرقعة مشاكل ،طب ده امبارح الواد جمال المكوجي ضرب مراته حتة علقه ملهلبه و .....
حسنة :      أنت هترغي معايا .. مالي و جيرانك الكحيانين دول .. أنا يا بت نفسي في زباين مريشه مرقده.
دلال  :      شويه شويه تقولي زباين بياضه.
حسنة :      و ماله لما يبيضوا دهب .. أصل انت مش فاهمه .. زمان كانت الست تتخانق تروح لابوها .. أخوها .. عمها ..خالها يحل لها المشكلة دلوقت محدش فاضي لحد .. بقت المكاتب دي  للمشاكل دي( تطرقع بأصابعها مثل العوالم ) و يدفعوا بقى 20 جنيه استمارة .. 5 جنيه متابعة و 10 جنيه للجلسة الحلوه يوه قصدى الزيارة.
دلال  :      لكن لا مؤاخذة يعني يا أبلـ... يا أستاذة .. أنت كنت رقاصة .. و أنا أعرف انك بتقري و تكتبي بس يعني لا شهادة و لا غيره.
حسنة :      إخرسي .. أنا ساقطه إعدادية ..( بشكل تمثيلى) حبي للرقص خلاني أهرب من المدرسة وآخد موقف من التعليم.. و بعدين العلم في الراس ياختي .. و بعدين ما هو أنت أهو اللبيسة بتاعتي ،يعني بتوضبي الهدوم .. تكويها و تلبسيني و تقلعيني .
دلال  :      ( تهمس ) أنا كنت بلبس بس .. القلع ده مهمة ناس تانية .
حسنة :      بتقولي ايه!!
دلال  :      ولا حاجه بقولك أيوه .. أيوة و بعدين .
حسنة       :      وأديكي أهو سكرتيرة تدخلي ناس و تخرجي ناس وتكتبي إسمهم في الكشوف.
دلال  :      والنبي ما حصل .
حسنة :      هيحصل يا بلوه هيحصل .. أنا عاوزه أقولك كله بالعلام و تفتيح الراس دي الحكومة نفسها يا بت ماشيه بالفهلوه .. اشمعنى الرقاصات إيه كُخه ؟!
دلال  :      على رأيك .. و هي أمي كانت متعلمه .. لما كانت بتحل مشاكل الجيران في الحارة ؟  وحياتك يا أبلتي دي كانت دايه و مصلحه و خاطبه و كل حاجه ممكن تجيب فلوس .. آه والله كده و من غير علام.
حسنة :      بقولك إيه ركزي معايا و بلاش حكايات أمك و أبوك .. ال500 جند بتوع البت نهلة الصحفية لو منزلتش الأسبوع ده موضوع عن مكتبنا و لا خبر حتى .. ينقطعوا عنها أنا مش فاتحها سبيل يا عنيه .. آه فاهمه.
دلال  :      مش قلنا هنبطل الكلام ده يا أستاذه .. اسمهم 500 جنيه فئط لا غير و خط ( تتقصع و هي تقولها )
(يضحكان ضحكات رقيعة ثم تعود حسنة لجلستها و تسرح في الفضاء أمامها)
حسنة :      نفسي في كام موضوع في الجرنال ،على كام حلقة في التليفزيون وأنا بتكلم في حل المشاكل اللي أنا حلتها والناس تتكلم عني و تتصل بيّه .
(دلال تتحرك حركات ضاحكة تدل على خيبة الأمل )
حسنة :      ( تفيق ) إشمعنى إلهام من يوم ما بطلت تمثيل وهي كل يوم في التليفزيون برامج وحوارات ،غيرالبرنامج بتاعها ،قال إيه بتحل مشاكل على الهوا .. تعرفي إلهام دي كانت لبيسه و شافها مخرج عجبته ،لِونه و حِلوه .. راح عاملها بطلة و من يومها طلعت زي الصاروخ .. و بعدين طلع موضوع الاعتزال ده في دماغها .. و فيه ناس بتقول ده تدبير نجوى فريد وأبوها ما هو راجل إيده طايله، عملوا لها البرنامج اللي شفتيه في القناة بتاعته ،أهي تتلهي فيه، وجوزوها لرجل الأعمال إيّاه بتاع فضيحة الفراخ المشهورة .. علشان يبعدها عن طريق بنته .. ومن يومها وهي إتغير حالها .. بس لو يفتحوا معايا. 
دلال :      مين دول يا أستاذة ؟
حسنة :      الصحفيين يا بلوه .. وبتوع التليفزيون.
دلال  :      و كان عليكي بايه يا أبلتي .. مش الرقص كان بيجيب قرش أحسن من المكتب ده.
حسنة :      ما خلاص يا بت هو أنا هقعد أرقص لغاية إمتى .. لازم هوقف في يوم .. ولازم أفكر في مشروع ،أمال هاكل واشرب واتعالج منين ، ودي أحسن فكرة ، يا ريتني فوقت من بدري، اللي زيّنا قرشها بيخلص مع جمالها وهزة وسطها .. و بعدين ليه الغم منك لله .. ولسه يا بت لما المشروع يمشي أكتر.
(دلال تحرك يديها دليل على ميلة البخت بحركات ضاحكة)
دلال  :      لسه ايه؟
حسنة :      هفتح فرع للجواز وفرع للخلع .
دلال  :      هتشتغلي محامي كمان .. ما شاء الله ما شاء الله.
حسنة :      والله ما حد هيوديني في داهيه غيرك .. إنت ايه مبتفهميش .. أشتغل محاميه إزاي وأنا يدوب إعدادية.
دلال  :      ساقطه يا ست .. قصدي يا أبلتي .. يوووه بقى.
حسنة       :      حسّني ملافظك وإياكِ حد يعرف والا إنت عارفه هعمل فيك ايه.
دلال :      ( محدثة نفسها بينما حسنة تبحث عن أوراق فى شنطة بجوارها)
أمال لو عِرفت إنى معايا دبلوم زراعة كانت عملت إيه .. صحيح أبويا دبح البطتين والكام فرخة ، للجنة المراقبة اللى كانوا بيدخلولى الإجابات .. لكن معايا دبلوم وهى ساقطة إعدادية
حسنة :      إنت بتهلفطى تقولى إيه .. تعالى خدى اليافطة دى(ترفع حسنة لافتة مكتوبا عليها بخط عريض وكبير (لايدوم إلا صداقة المرأه للمرأه)
دلال  :      أعمل فيها إيه ياأستاذة .
حسنة :      علقيها على مدخل الشقة ولا أقول  ِلك على باب مكتبى
دلال  :      وأشيل بتاعة ياناس ياشر.
حسنة       :      آه .. دا الحسد مذكور طيب خلى بتاعة الحسد على باب الشقة، علشان تمنعه من على العتبة من إيه.. على .. العتبة .. علشان إيه العتبة جزاز .. والسلم إيه .. نايلو فى نايلو.
( تبدأ حسنة فى هز وسطها بطريقه عشوائيه وهى جالسة ثم تطبل دلال لها على المنضدة فتقف حسنة وترقص – وتتوقف دلال فجأة .
دلال  :      لكن يعنى إيه مابتدومش إلا صحوبية الست للست ؟
حسنة       :      المرأة ..المرأة ،إيه مش بتعرفي تقرى ؟
دلال :      أهو كله حريم وستات أحلى ،المهم المفيد .. يعنى معناة الكلام ده إيه ؟
حسنة       :      دى حكمة علشان الستات تفضفض براحتها ،يعنى يتبحبحوا كده ..أقوم أعرف أحل المشاكل بتاعتهم .
دلال  :      آه ودي مين اللى قالها ؟
حسنة       :      أكيد واحدة ست مالقيتش راجل يبص فى خلقتها.. وخدي دي كمان (لافتة مكتوب عليها: البنت زى الولد) .. وقبل ما تفتحي بقك دى حكمة قالتها سعاد حسنى.. ومش عاوزة ولا كلمة.
دلال  :      بالمناسبه يا أبلتى هوإنتِ يعنى لا مؤاخذة ،متجوزتيش ليه مع إنك دنيارة عن حق .
حسنة       :      - مرتبكة – ده موقف .
دلال  :      ( ببلاهة ) هه..هى كل حياتك مواقف ، عدم شهرتك موقف .. الجواز موقف.. الشهادة موقف .. وأحمد حلمى موقف ( تتمايل رقصاً )عبود .. عبود .. واحد عتبه هأ هأ هاااى.
حسنة       :      ما هى الحياة مواقف .. زي موقفي إللي هعمله معاكى دلوقتي – تمد يديها لتخنقها ..( يرن جرس الباب .. دلال تهتف منفلتة من تحت يديها )
دلال  :      زبون .. زبون يا أبلتى .. يا أستاذة ..ياااارب ( وتفر منها جرياً ناحية الباب )
إظلام