اللوحة الخامسة


       اللوحة الخامسة
              ( دلال تنظف المكان وتحدث نفسها )
دلال  :      كل يوم خروج .. خروج ولا بقت تقولى بتروح فين ولا بتعمل ايه .. والشغل كله على دماغي.. أنا مالي بحل المشاكل .. والقرف .
( ترمي الريشة وتنظر لجسمها في المرآة )
يعني لو كنت لونه شويه ، مش يمكن كانت جت معايا .. على رأي حُسنة أبقى رقاصة من العيار التقيل .. ( تنظر لمؤخرتها ) هو مش ثقيل قوى .. بس أنا برقص أحسن منها أم وسط مخلوع دى وبعدين هو الرقص صعب .. ده أسهل من الدبلوم ومن غير..بط .
إذا كانوا الرجاله ( تضحك ضحكة عالية ) بقت بترقص وأحسن من الستات كمان ، بس يا ترى بيحصل لهم زي ما بيحصل للرقصات ( ضاحكة ) دى كانت بقت خيبه ( متداركة )
وهم دول رجاله بلا خيبه ما حد عاجبه حاله الرجاله بترقص والستات بكره تربى شنبات .
( بغيظ ) آه بس لو أعرف بتروح فين وسايبه أكل عشنا كده .. بلا خيبه يعني هي بتعرف تحل .. دا كل اللي بيجوا كلهم عاوزين استمارات جواز .. يا حول الله الرجاله مبلغة فكيك .. بس والنبي غلابة يعنى هيجيبوا منين شبكة وشقة وعفش .. يالله أهم مقضينها أفلام ، والستات عماله تاكل في  نفسها وتتخن
(تعود تنظر فى المرآة ) وهو التخن عيب ده جميل .. قمر .. قمر جداً كمان .
( تغنى ) يا دلالي عليك يا دلالي دي  حُسنة لخبطت لي حالي
( تدخل ميرام عليها وهى منشغلة تغني.. تلتفت فتجدها قد جلست على المقعد وبدأت تشعل سيجارة)
دلال  :      بسم الله الرحمن الرحيم !
ميرام :      إزيك يا دوللي ، فين حُسنة هانم .
دلال  :      خرجت عندها شغل بره .(هامسة). هانم دا ايه ده !
ميرام :      شغل ايه .. بتشتري عرسان علشان تقدر توفي الاستمارات اللي عندكم .. همه بقوا كام استمارة.
.دلال :      فى عين العدو يجى خمسمية .
( تخمس في وجهها ) .
ميرام :      بس .. قليل لسه العوانس بالملايين يا دلال .. ماتخافيش مش هنحسدهم ( تضحك ) وياريت نحسدهم يمكن يقلوا شوية .. خلي الحقد يقل شوية .
دلال  :      حقد على ايه ، أمال لو مكنتيش مطلقة .
ميرام        :      احترمي نفسك، ايه هاتصاحبيني ، فين ستك ؟
دلال  :      أولاً :هي مش ستي .. ثانياً:  قلت لكِ خرجت ومعرفش هترجع امتى .
ميرام :      لما ترجع قوليلها فات اسبوعين ومفيش أي خبر منهاعن اتفاقنا ومش عاوزة أغضب .
دلال  :      ( ببرود ) حاضر.
ميرام :      سلام ( تخرج وهى تنظر بريبه لدلال )
دلال  :      مش ناقص غيرك انتِ كمان .. كله عمال يلطش .. بس لو كان عندي فلوس ولا شقة كان زماني فاتحه مكتب .. مشكلتي في الشقة .. المطرح بس.. وحتى الإيجار الجديد كتير عليه .. اعمل ايه بس  معايا خمسة آلاف جنية .. فاضل ميةخمسةوتسعين ألف على ثمن الشقة اللي تحت ،هانت .. ربنا المعين .. اشتغل إيه تاني يجيب فلوس .. ومش نافع أبقى لونه ، كنت رقصت يالله ( تغنى ) يا دلالي عليك يا دلالي ميرام لخبطت حالي .
حسنة :      ( تدخل متراقصة برقة تهمس ) دلال .. دوللي … دودو .. ديدي.
دلال  :      ( تنظر في ذهول ) حمد لله على السلامة
( لنفسها ) والنبي حرام أقوللها دي شكلها مبسوط ، بس لازم تعرف .. ( جادة ) الدكتورة ميرام كانت هنا.
حسنة :      ( تفيق ) يا ساتر عليكِ .. ده خبر تقوليه وأنا في السعادة دي   (تنتبه) ميرام .. آه ميرام
( لنفسها ) ما هي لازم هتعرف .. بكره هتعرف .
دلال  :      تعرف إيه .. انتي كنتي فين وبقالك أسبوعين مش فايقة لحد؟
حسنة :      في الجنة .
دلال  :      وأخبار أبويا وأمي ايه قابلتيهم .. أصلي سمعت سمع خير أنهم هناك في الجنة .
حسنة :      ( منتبهة ) أمك .. انت يا بت مش بتقولي أمك عايشة ؟ وكانت بتحل مشاكل و ..
دلال  :      أيوه كده فوقي معايا … بقولك كنتي فين وراجعة آخر غرام كده؟
حسنة :      هو كده برضه .. كنت مع لطفي .
دلال  :      لطفي .. آه بتاع قدرية .
حسنة :      مش بتاع حد وإن كان ضروري يبقى بتاع حد(موسيقى حادة ثم صمت) يبقى بتاعي أنا.. أول مرة يدق قلبي يا دلال.. أول مرة.. أنا قلت خلاص مش هيدق هو فاضل في العمر ايه؟       :      يبقى بتاعي أنا .. أول مرة يدق قلبي يا دلال .. أول مرة .. أنا قلت خلاص مش هيدق هو فاضل في العمر ايه ؟
دلال  :      (مذهولة) وده حصل إمتى وإزاي.. أول مرة تخبي.
حسنة :      من ساعة ما قابلته وهو يحكي وأنا أحكي .. هو يقول وأنا كمان أقول ، وخلصنا الكلام كله .
دلال  :      وبعدين( جرس التليفون يرن حسنة تذهب هائمة للمكتب )
حسنة :      أيوه .. ألوه ( منزعجة ) لسه بدري الموضوع صعب جداً (تغمز بعينها لدلال): أسفة يا حبيبتي عندي زبونة مش عارفة اتكلم طبعاً هنهتم بيها .. هتيجي النهاردة .. ماشي يا حبيبتي .. آه طبعاً .. وبموضوعك اتفقنا مع السلامة ( تضع السماعة ) وبعدين يا دلال أعمل ايه مع المجنونة دى ؟
دلال  :      ولا يهمك منها .. كملي وبعدين .. بعد ما خلصتم الكلام .. (تنهيدة ) حصل ايه بقى .
حسنة :      شوفي يا ستي .. ( جرس الباب )
دلال  :      هيه كملي .( تنظر للتليفون ثم تنتبه للباب )
حسنة :      دا الباب يا دلال .
دلال  :      هو مين الباب لطفي .
حسنة :      الباب بيخبط يا بلوة .
دلال  :      دا وقته ايه ده مفيش تمييز ( تتجه لتفتح ) ( تدخل فتاة مشرقه .. مبتسمة تضحك باستمرار )
حسنة :      أهلاً وسهلاً .
داليا فؤاد    :      أنا ( تضحك ) أنا ( تضحك ) أنا من طرف د/ ميرام ( تضحك بشدة )
حسنة :      سبحان الله حاجة عجيبة ، متأكده انك تعرفي ميرام .. يعني فيه حد مفرفش ممكن يعرفها.
داليا فؤاد    :      (تضحك)أنا داليا فؤاد ملحق إعلامي في الخارجية .
حسنة :      يخرب بيتك يا ميرام دا أنتِ مصممه توديني في داهية ( تنظر لدلال ) شوفتى بعتتلي الخارجية .
دلال  :      آميه.. بتقول خارجية .. التانية داخلية جوانيه يعني .. آميه .
حسنة :      آه صحيح ده بره .. ودي جوه ماشي .
داليا فؤاد    :      الدكتورة قالتلى إني هلاقي عندك حلول لكل أزماتي .. أنت طبعاً عاوزة معلومات عني .. ضروري .. ضروري
حسنة :      وماله مش هيضر.
داليا فؤاد    :      أنا ملحق إعلامى .. والدي سفير متقاعد ووالدتى استاذة في كلية لغات وترجمة ألسن .. ساكنه في المعادي على النيل و ...
حسنة :      (مقاطعه) كفاية انا هاعمل إيه بكل ده، إيه، تلسن يعني ايه ؟ هما عملوا كليه تلسن ! .. ما علينا .. برضه أنا هعمل إيه بكلامك ده ؟
داليا فؤاد    :      (تضحك) غير كده متجوزه سفير في ألمانيا هتسألي اشمعنى ألمانيا .. هقولك علشان دي اللغة الوحيدة اللي أنا بعرفها ومعظم اللي بعرفهم ميعرفوهاش.
(تضحك)
حسنة :      طيب كنت ...
داليا فؤاد    :      عارفة .. عاوزة تعرفي علاقتي بميرام إحنا أصحاب .. ما أنا كنت درست طب فتره قبل ما اتخرج من إعلام واشتغل في الخارجية .
حسنة :      ياستي اهمدي إديني فرصة أسألك ايه مشكلتك .
داليا فؤاد    :      مشكلة كل البنات في مصر ولبنان وسوريا وتونس والمغرب .. كل بنات الوطن العربى
حسنة :      يا نهار اسود وأنا هحل لكل دول مشاكلهم .
دلال  :      بسم الله ما شاء الله دى نغنغت .
حسنة :      بس يا بت بلاش حسد .
داليا فؤاد    :      لأ.. أنا قصدي إننا كلنا في واحد في مشكلة واحدة .
حسنة :      لأ .. لخبطة مش عاوزة .
دلال  :      لأ خدي بالك محدش هيضحك علينا .
داليا فؤاد    :      العقلية الذكورية التي حطمت المجتمع الذكوري وتبحث عن تحطيم معنويات الأنثى في الوطن العربى .. وأنا أشجب هذه التصرفات الحقيره

حسنة :      ( صارخة ) بس ايه إذاعة الشرق الأوسط .
دلال  :      دى قناة الجزيره ( تقلد المراسلين ) مراسلكم من وسط البلد .
حسنة :      اتلهي إنت كمان خليني أفهم .. يا ستي حرام عليكِ هي ميرام موصياكي عليه أنا تعبت بقى .
داليا فؤاد    :      سلامتك .. أنا بفهم شوية في الطب قولي حاسة بأية.
حسنة :      هفرقع .
داليا فؤاد    :      لازم أكلتي قرنبيط ولا كرنب .. هو بينفخ كده! طب امبارح وأنا راجعة من الشغل كان فيه واحدة في الميكروباص معاها حتة كرنبة تعمل حله محشي قد كده .
حسنة :      ميكروباص .. أنت بتقولى ميكروباص
داليا فؤاد    :      آه علشان مستوايا يعني .. لأ أنا بحب التواضع جداً بعشق الحياة البسيطة .. وبعدين ده موقف .
دلال  :      أنت كمان بتاعت مواقف.
حسنة :      بس يا بت موقف إزاي يعني .
داليا فؤاد    :      من ساعة البنزين ما أسعاره ارتفعت فكرت فى موقف ركنت عربيتى ومشيت فى الشارع والمواصلات العامة زى الشعب
حسنة :      المهم خلينا فى المهم .. مشكلتك ايه ؟
داليا فؤاد    :      أنا حامل وعاوزة أشتغل معاكم .
حسنة :      وأنا مالي .. إيه بتقولي ايه تشتغلي فين !
داليافؤاد     :      مالك إزاي .. مش بتحلي مشاكل .. ثم أنا شاطرة في حل المشاكل .. أصلي دارسة علم نفس .
حسنة :      آه فهمت غلط أنا مش داية .. والنبي كان نفسي أخدمك .. معلهش سلمي على ميرام مع السلامة يا حبيبتي( تقبلها كأنها تودعها )
ولو كان عندي شغل زي بتاع الداخلية، كنت شغلتك بس كله عندنا على ميه بيضا.
داليا فؤاد    :      أنا مش ماشية، أنا قاعدة، لما تحلي مشكلتي .
حسنة :      اللي هيه ايه .. أولدك حاضر .. المايه السخنة يا دلال .
داليا فؤاد    :      لأ .. فهمت غلط .
حسنة :      آه .. آه .. آه .. حد يلحقني يا ناس .
دلال  :      تدخل على داليا تجذبها من ايدها تطردها .
( تدخل نهال الصحفية وتشاهد الموقف )
نهال  :      رضا بت يا رضا ايه جابك هنا  أنت وصلتي ليهم إزاي ؟!
دلال  :      رضا .. رضا.. مين ؟ وأنت إيه اللي رجعك ! لأ دا حد مسلط الناس دي علينا .. استني بقى يا ابلتي أنا هاوريهم .
داليا  :      أصل .. أنا .. كنت .. أنا .
نهال  :      انطقي يا بت.
حسنة :      أنت تعرفيها وبعدين اسمها داليا مش رضا.
نهال  :      ( تضحك بشدة ) آه دي بقى تبقى...
( داليا فؤاد تجري خارجه )
نهال  :      دى كانت جارتنا زمان في بولاق .
حسنة ودلال :      بولاق .
نهال  :      أيوه ما هي ستي ساكنة هناك وكنت بشوفها .
حسنة :      يعني مش ملحق في الداخلية .
دلال  :      آميه.. قلنا خارجية ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم .
حسنة :      آه الخارجية وأبوها سفير وأمها ايه قالت ايه .. آه استاذة في اللسان .. تلسن .
نهال  :      بنت ال .. دي أبوها عامل نسيج على المعاش وامها ست زي أمهاتنا كده بسيطة على قد حالها وهي معاها دبلوم صنايع وبترسم قلل وفخار في محل في الفسطاط .
حسنة :      يا رب خد كل الستات .. حقق حلم لطفي جوز قدرية يا رب خد كل الستات .
دلال  :      يا ختي الشر برة وبعيد علينا .. اهدي يا حبيبتي اعصابك وهما دول ستات!
نهال  :      هي كانت عاوزة ايه ؟
حسنة :      حامل ياختي وعاوزه تشتغل معايا ( متداركه ) قصدي عندي .. آآه حتى مش عارفة تكذب بنت السفير.
نهال  :      اصلها مريضة .
دلال  :      ما هي زي العفريت أهه .
نهال  :      لأ .. عندها مرض اسمه سيكوباتي مبدع .. مرض نفسي شهير
حسنة :      آآآآآآه .. نفسي …..هي ميرام  .. حبت تخلص منها حدفتها عليه شوفوا والله لوريها.
نهال  :      ابداً هي كل ما تكذب كذبة تصدقها وتبدأ تتعامل على أساسها.
نهال  :      يعني هي مش حامل لأنها مش متجوزة .
دلال  :      وهو لازم؟ ! ما يمكن ؟
نهال  :      ( بحده ) لأ .. لأ .. دي بت شريفة جداً وجدعه جداً جداً ودمها خفيف .. هي مسكينة نفسها من وهي صغيره تعيش في مستوى مش بتاعها .. مش حابه انها تكون فقيره.. ما هو الفقر وحش يا دلال .
دلال  :      ما انت اتصرفت من غير كدب و عندك عربيه !
نهال  :      أنا بعت زمتى .. وواضحة وصريحة مع نفسي وهي باعت الاحلام والكدب للناس اشترت احترامهم بالكدب وللأسف الناس بتحب الكدب تعشقه .. مش انتم أول ناس تقعوا تحت إيد رضا كتير، مرة صحفية كبيره فى جرنال قومي .
حسنة :      أوعي تكوني (متداركة) تواصل دولية أنا عمرى ما شفت نسخة واحدة من الجرنال .
نهال  :      أهو.. تخرج جريدة من شنطتها حبيت أعتذر لك رسمي علشان متزعليش ونرجع العلاقات ما هو لا أنا ولا أنتِ نستغنى عن بعض شوفي صورتك منورة .
دلال  :      خلينا في رضا . هي بقى بتنصب على الناس وتاخد منهم فلوس.
نهال  :      عمرها، بس ممكن تسرق احترامك لها هي شايفه إن الناس ما بتحترمش الفقير ولا البسيط الناس بتحب الضوء الزغللة .
حسنة :      عندها حق .. صعبت عليه .
نهال  :      مش قوى كده ..  هي لو طالت تبقى مؤذية هتبقى لأن حقدها على كل الناجحين واللي معاهم فلوس حقد كبير قوي .
حسنة :      يا ساتر يا رب .. طيب كانت هتشتغل عندي إزاي .. ما أنا كنت هكشفها (تتنحح) بخبرتي طبعاً .
نهال  :      مفهوم مفهوم .. بس هي ما كنتش هتفرق معاها .. لما تنكشف عندك تسيبك وتنقل على غيرك وتنسى بعد شويه انها قالت لك حاجة .
دلال  :      دي عباسية خالص .
نهال  :      لأ هي مش مجنونة.. هي سيكوباتية .
دلال  :      مفهوم  مفهوم .
حسنة :      مفهوم ايه يعني عرفتى سبتية يعني ايه ؟ (متداركه) لكن أنت متبعاها ليه ؟!
نهال  :      يا حُسنة هانم دي مشهورة جداً في حياتنا الصحفية ،وعند بتوع الفن التشكيلي ما هي اقنعتهم انها عملت معارض في باريس وايطاليا وفيينا وتونس كمان .
دلال  :      دا غير ألمانيا
نهال  :      بالضبط يا دلال .. فين الشيك بقى .
دلال  :      شيك إيه ؟
نهال  :      مش اصطلحنا.
حسنة :      لسه .. أنا عاوزة منك خدمة.. شوفي يا نهال احنا بنلعب مع بعض على المكشوف .
نهال  :      أحسن حاجة ..  اللي بيزمر ما بيخبيش دقنه .
حسنة :      .. اسم الله عليكِ أنا عاوزاك تجيبي لي معلومات عن واحدة اسمها ميرام وواحد اسمه لطفى (هائمة) هو رجل لطيف زي اسمه.
نهال  :      بس دي شغلانة الدخلية .
حسنة :      تاني .. داخلية .. أنتِ ايه سبتية .
نهال  :      سيكوباتية .. لأ .. بس أنا صحفية وبصراحة مش نقابية يعني ممكن لو اتكشفت أروح في داهية
حسنة :      ما تخافيش تعالي معايا أفهمك وأديلك الشيك . 
( تآخدها وتخرجان )
دلال  :      ميرام وعرفنا .. لطفي بقى .. يظهر انه حصل قوي .. يالله يا دوللي هانت يا سيادة النايبة .. هتبقي نايبة والنبي نايبة .
( جرس التليفون )
دلال  :      أيوه .. مين يا أهلاً ياأهلاً .. براحه شوية مش سامعة ..يا ستي عارفين دا أنت أشهر من نار على علم.. طيب.. طيب.. موجودة .. بس عندها اجتماع حاضر هقولها .. ماشي يا ... قفلت يا ساتر بالعة تليفزيون .
حسنة :      (تدخل على دلال وهى بتكلم نفسها )
مين كان بيتكلم يا دلال أوعي تكون المجنونة .
دلال  :      لأ مجنونه جديدة .
حسنة :      الله يخرب بيتك يا ميرام .. هي اللي بعتاها .
دلال  :      لأ مش ميرام .. دي المذيعة أياها اللي شوفناها سوا وكنت عوزاها .. صدقتي مش قلت لكِ طلباتك آوامر.
حسنة :      بجد يا دلال .. هي قالت ايه ؟
دلال  :      خلاص ..  جايه الساعة سابعة مساءً ، تتكلم معاكِ قبل البرنامج وبعدين يسجلوا .
حسنة :      عاوزين نوضب المكان .. ونرش ونبخر .. شوفي فستان حلو  يكون حشمه يا بت .. بس يعني روش كده ومدلع نفسه هه .. وأنا هاروح للكوافير أعمل شعري قالت كام ؟
دلال  :      سبعة .
حسنة :      سبعة. .. آخ ده لطفي .
دلال  :      لطفــــــــــــــــي !
حسنة :      مش مشكلة اعتذر له .. البرنامج استنيته كتير .. ده اللي هينقلني من سنسن لحسنة بجد .. يالله يا دلال عاوزة همه فاضل ساعتين بس .
دلال  :      لأ تلات ساعات الساعة أربعة .
( داليا فؤاد تتسحب تدخل وهما منشغلتان )
داليا فؤاد    :      أنا جيت .
حسنة :      أهلاً ما هى كانت نقصاكِ أهلاً .. أهلاً داليا هانم رضا .
داليا فؤاد    :      أنتم صدقتم نهلة  ،دي بتغير مني ؛أصلي خطفت جوزها.
دلال  :      ( تهمس لحسنة ) نهال مش متجوزة يا أبلتي حابس .. حابس . ( تشير فوق رأسها )
داليا فؤاد    :      أنا ممكن أمسك العلاقات العامة .
حسنة :      مدام .. مدام .. مدام إنت عايزه كده آه وماله .
داليا فؤاد    :      أصلي خلاص هسيب الخارجية اتخنقت من شغلهم .. عاوزه بقى شغل لطيف زي بتاعكم كده وميرام قالت أنكم هتوفروا ده .
حسنة :      بس احنا خايفين منك .. قصدي عليكِ إنتِ برضه حامل .
داليا فؤاد    :      حامل .. أنا خالص .. أنا لسه عروسة فرحي كان من أسبوع في  فيلا دادى في المنصورية .
دلال  :      آه على كورنيش المعادي عارفينها جميلة مش كده يا ابلتي !
حسنة :      آه .. طبعاً .. برحة يمرح فيها الخيل .
داليا فؤاد    :      ياه شوفتوا الخيل من بره .. برافوا نظركم كويس .
حسنة :      ( ترقى  نفسها )
دلال  :      بتعملي ايه هو أنت شوفتي حاجة .
حسنة :      آه .. صحيح . دلال .. لك مية جنية لو خلصتيني منها .
دلال  :      لأ، متين وأريحك من وشها بالفستان الكريستال الأسود .
حسنة :      ماشي .. وحياة أمي لأوريك .. هيدخل فيك ده ..  ماشي (خائفة) بس والنبي خلصيني من الشبكة دي.
دلال  :      أمشي انت وأنا هاتصرف بس أوعي تغيبي .
( تخرج حُسنة  وتنفرد دلال بداليا )
داليا فؤاد    :      هي راحت فين ..
دلال  :      شغل أصلها مباحث .. بس متقوليش لحد .. وأمها سفير النوايا السيئة في شارع الهرم والحمرا في بيروت.
داليا فؤاد    :      برافو .. برافو.
دلال  :      هي وافقت تشغلك معاها .. وأول مهمة لازم تكون سرية وأنت واضح أنك ذكية .
داليا فؤاد    :      شكراً .. واضح اننا هنبقى أصحاب .
دلال  :      قوي قوي خالص .. شوفي يا ستي أنا بقى عاوزاكِ تراقبي واحدة ست اسمها قدرية .. رقيقة جداً وطيبة جداً بس عاوزين عنها معلومات .. علشان شغلنا.
داليا فؤاد    :      آه عرفتها والدها كان صاحب والدي لما كان بيشتغل في روما ووالدتها كانت مغنية أوبرا زي ماما .
دلال  :      مش قولت أمك استاذة في كلية أبصر أيه لغات ؟
داليا فؤاد    :      آه .. المهم هاتي عنوانها وتليفونها .
دلال  :      مش بتقولي عارفاهاا .
داليا فؤاد    :      معلش يمكن العنوان اتغير .. هابدأ فوراً .. أرجع الساعة كام .      
دلال  :      لأ أوعي ترجعي .. هاتصل بك أقولك تعالي، يالله مع السلامة .
 (تخرج داليا فرحة وكأنها في مهمة رسمية)
دلال  :      يا رب قدرية تآكلك ولا تعضك ويجي لك تسمم .. حلوه الفكرة دي ،اثنين مجانين يخلصوا على بعض .. ونهلة تخلصنا من المجنونه اللي اسمها ميرام .. ايه ده .. دا مكتب حل مشاكل ولا مكتب وجع دماغ يا ساتر .. يعني لو كنت اتعلمت مش كان زماني باشتغل شغلانة، أحسن من كدة شوية .. كنت طلعت دكتورة ولا خياطة .. يالله كل واحد بيآخد نصيبه .
( تدخل سناء البليدي المذيعة .. سيدة متحركه تتحرك بسرعة يمين وشمال المسرح .. ثم تتوقف فجأة )
المذيعة سناء البليدي    :      مساء الخير يا انتي.
دلال  :      مساء النور يا أخه.
المذيعة سناء البليدى    :      كخه .. أنا… ليه ( تقترب منها تمسك وجهها )  فوتوجنيك .. رائعة انت حُسنة .
دلال  :      لا أنا المساعد .. ( تصمت ) النايبة بتاعتها .
المذيعة سناء البليدى    :      ( ضاحكة ) واضح طبعاً .
دلال  :      شكراً .. وأنت المذيعة شفتك فى التليفزيون .. دا انت بتسألي أسئلة جامدة قوي اسم الله عليكِ .
المذيعة      :      امال هي فين ؟
دلال  :      جاية حالاً .. اقعدي شوية على ما تيجي .
المذيعة      :      أنت اللي رديتي عليه في التليفون يا شقية .. طيب سؤال رفيع .
دلال  :      نعم .. رفيع ! اتفضلي .
المذيعة      :      يعني شوية معلومات عن المدام .
دلال  :      الأنسة حُسنة ؟
المذيعة      :      هي أنسة .. لحد دلوقت !! طيب هي خريجة ايه ؟
دلال  :      لأ أبلتي عمرها ما دخلت سجون.. آه ،لا طره ولا حتى القناطر .. دي شريفه جداً .
المذيعة      :      يا بني آدم أفهمي .
دلال  :      ما انت عارفة ابلتي أهه .. ما دام بتناديني باسم الدلع .. ماحدش بيقولي كده غيرها .
المذيعة      :      (ضاحكة .. تجلس) تعالي جانبي يا ..
دلال  :      دلال .
المذيعة      :      بتشربي سجاير ( تشعل سيجارة )
دلال  :      لأ .. بس ممكن أعفر واحدة .
.المذيعة     :      اتفضلي .. إنت هنا من امتى ؟
دلال  :      مع ابلتي من خمس سنين ، ومعاها هنا من يوم ما فتحت المكتب مش بنفارق بعض .
المذيعة      :      ابلتك معاها شهادات ؟
دلال  :      اعدا  ( متداركه ) يا نهار أسود ، إنت عاوزاني أغلط .. لما تيجي هيه تقولك.
المذيعة      :      طيب نتكلم عنك بلاش عنها .
دلال  :      (منتفخة) معايا دبلوم .. ومخي حلو قوي لولا الظروف كنت عاوزة أكمل في كلية الطب .
المذيعة      :      الطب .. طب طبي من بُقك .
دلال  :      هأهأهاي ، ما انت بنت حظ أهه .
المذيعة      :      أخبارك ايه مع الرجاله .
دلال  :      أيه السؤال الأبيح ده !
المذيعة      :      بندردش .. يعني متجوزة .. مطلقة .. خالعة ..
دلال  :      واخدة موقف .
المذيعة      :      برافوا .. من ايه ؟
دلال  :      من الجواز.
المذيعة      :      برافوا .. برافوا .. ليه ؟
دلال  :      هو فيه ايه .. اسئلة .. اسئلة!
المذيعه      :      بنتسلى .. بتحبي شغلك يا دلال .
دلال  :      أهو شغل ، ما انت عارفه البلد بقت مليانة ناس ومافيش شغل، والقهاوي مش للي زيي ، وبعدين ما هي عايزة فلوس .
المذيعة      :      صح .. تعرفي احنا أكبر شعب مستهلك في كل حاجة .. السلع .. الوقت .. حتى المتعة .. شعب عجيب .. صعب جداً يكونوا الفراعنة دول أجدادنا .
دلال :      لأ أنا جدودي من بحري .
المذيعة      :      أكيد .. أكيد .. تعرفي ، إنت باين عليكِ الطيبة .
دلال  :      مش هابلة دا أنا متعلمة ومعايا شهادة .
المذيعة      :      ناس كتير معاها شهادات يا دلال المشكلة الثقافة .. تعرفي مرة كنت في رحلة وركبت اتوبيس مع ست مامعهاش شهادة .. بس ايه في منتهى الثقافة .. كانت بتزور ابنها في البلد اللي كنت فيها،هي من الصعيد أصلاً .. ست بيت بس ايه بمية راجل .. ربت ثلاث رجاله، أقل واحد فيهم مهندس له شنة ورنة في بلاد بره .. لما اتكلمت معاها لقيتها تعرف حاجات يمكن اللي معاها شهادة ماتعرفهاش وعليها تحليل للوضع الراهن!
دلال  :      وده يطلع ايه ؟!
المذيعة      :      آه .. الوضع الراهن ده يا دلال يعني اللي بيحصل في حياتنا في المرحلة الآنية .. آه بصي  .. يعني .. بتتكلم في  السياسة .
دلال  :      يالهوي .. ودي سابوها .
المذيعة      :      هما مين يا بنتي اللي سابوها .. دا أنت ملكوت تاني .. حُسنة فين .. أنا مش فاضية .
دلال  :      لا مؤاخذة يعني هو أنت ايه اللي خلاكِ تتكلمي مع ست غلبانة زي دي ؟
المذيعة      :      دي مش غلبانة يا دلال .. الغلبان هو اللي مايعرفش يعيش .. ما يبقاش له رأي في حياته واللي يجرى فيها .
دلال  :      يا ســـلام !
المذيعة      :      ثم أنا اهتمامي بالمرأة .. قضايا المرأة .
دلال  :      يا سلام اشمعنى المحكوم عليهم بس .. أميرة والله .
المذيعة      :      مش معقول الدبلوم ده مرحلة متوسطة  بين الجامعة والإعداية ،إنت مفيش حتى المرحلة اللي بين الحضانة والإبتدائية إنت ضايعة خالص .. قضايا ، مش احكام على المرأة ،أنت مستحملة نفسك ازاي ! الله يكون في عونك .
دلال  :      زي أبلتي ماهي مستحملاني واحياناً بزهق مني .. بس والله بعرف أفكر على قدي يعني .. بس ايه قضايا المرأة .؟. قوليلي بسرعة قبل ما تيجي ابلتي.
المذيعة      :      كل ما يشغل تفكير المرأة .. عملها ..  حياتها .. تعليمها .. ثقافتها.
دلال  :      إمال الرجاله بيعملوا ايه .. ما هي شغلتهم ولو إن إحنا الموضوع  مش كده عندنا يعني أنا باشتغل وأصرف على إخواتي الرجاله.
المذيعة      :      دي قضية مهمة جداً .. شوفي الستات أخدت حقوق كتير قوي .. بس معظمها حبر على ورق والسبب في ده الرجل نفسه .
دلال  :      إزاي.. كلامك حلو بيفهم .. غير الكلام اللي بسمعه.
المذيعة      :      شوفي يا دلال . (تدخل حسنة فى أبهى زينة ترحب بها)
حسنة :      أهلاً .. أهلاً .. منوره الشاشة قصدي البيت يا استاذة سناء.
دلال  :      ( لنفسها ) ده وقته .
المذيعة      :      مش ممكن جمالك ده وشياكتك كتير على عيون المشاهدين والله.
حسنة :      شكراً .. شربتي حاجة .. كلتي حاجة .. دلال .. فين واجب الاستاذة ؟
دلال  :      أحلى واجب ( للمذيعة )  لينا قاعدة كلامك حلو .. عامل زي موبايل أبلتي في الضلمة بينور .. كلامك بينور.
حسنة :      ايه .. فيه ايه .. اتحركي .
المذيعة      :      أنا شوفت المكان، الحقيقة رائع ذوقك جميل ، وعلى الكاميرات ما تيجي فيه موضوعين عاوزين نتكلم فيهم .
حسنة :      اتفضلي .
المذيعة      :      الأول الأسئلة اللي هنسألها،لو ليكِ اعتراض على سؤال قولي .. وفيه أسئلة مفاجأة في الحلقة .
حسنة :      ( تدير وجهها ) ربنا يستر والتاني ؟
المذيعة      :      مشروع مهم ، بالنسبة ليك مجد وبالنسبة لى تكملة لمشروع فكري .
حسنة :      فكري مين ده مذيع زيك ؟
المذيعة      :      آآآآه .. دي دلال أرحم .. مشروع فكري خاص بيه، يعني حاجة أنا بفكر فيها وأقوم بتنفيذها .
حسنة :      أيوه فاهمة إزاي يعني ؟
المذيعة      :      أنا بعمل أفلام كلها خاصة بالمرأة .
حسنة :      ( فرحة ) وأخيراً سينما.
المذيعة      :      بالراحة ، دي أفلام تسجيلية .. أنا عاوزة الناس تعرف النقلة الجميلة اللي في حياتك يعني أنا عارفة إنك فنانة .. هنصور في كل مكان رحتي فيه .. اشتغلتي فيه إلى أن نصل لدورك العظيم النهاردة .
حسنة :      هه .. طبعاً .. طبعاً .. فاهمة ومين هيمثل البطل قدامي .. مش عاوزة أقل من حسين فهمي ولا عمر الشريف.
المذيعة      :      حسين فهمى ايه وعمر الشريف ايه، امال بتقولي فهمتي ازاي !
حسنة :      هما بطلوا يا خسارة .. كان بدري عليهم دول زي القمر ،حتى بعد ما كبروا قمر .. قمر واحد أبيض كده في أحمر واد تقيل تقيل يعني والثاني مسهوك كده بس يخبل .
المذيعة      :      يا ست حُسنة ركزي معايا الفيلم ده انت لوحدك فيه والناس اللي حواليك جيرانك .. الشوارع اللي سكنت فيها البيوت اللي سكنت فيها .. الكباريهات.
حسنة :      لأ .. لأ .. دي تبقى شتيمه على الهوا مش فيلم .. لأ .. أنت مين زقك  عليه .. أنت تعرفي واحدة اسمها الدكتورة ميرام ؟
المذيعة      :      لأ.
حسنة :      ولا قدرية .
المذيعة      :      يا ستي لأ … ده مشروعي .. ده شغلي ،أفكاري أنا .
حسنة :      أفكار سودا.
المذيعة      :      يا ست حُسنة ، أنا مذيعة ومخرجة أفلام ،عمرك ما شفتي أفلامي ، دي كلها مميزة لأنها عن الستات ، دا أنا حتى بيسموني مخرجة أفلام الستات.
حسنة :      آه..فهمت..بس يا ختي هما الرجاله عملوا لك حاجة
المذيعة      :      يا حُسنة الست ليها حقوق والراجل بخلان بيها ، الراجل عاوز ست ماريونت .
حسنة :      يا نهار أسود تبقى إزاي !
المذيعة      :      غمضي عينيكِ واسرحي معايا في الصوره دي .. سيبي نفسك للفكرة....
( تغيب حُسنة في جانب المسرح )
( ويبدأ استعراض الماريونت .. نساء ممسوكات بالخيوط ويتحركن في حركات راقصة وفجأة  تنقطع الأحبال ويتحررن يقعن ثم ينهضن .. فكرة تصور إلى أي مدى يظل الرجل يتحكم في المرأة بخيوط ماريونت )
(إضاءة)
حسنة :      الله .. فهمت كلامك حلو .. دماغك حلو.
المذيعة      :      يعني موافقة .
حسنة :      موافقة بس بشرط .
المذيعة      :      ايه هوه ؟
حسنة :      فيه أسرار في حياة كل بني آدم مايحبش حد يعرفها .. وأسرار ناس برضه .
المذيعة      :      يا ست حُسنة الفيلم ده زي السيرة الذاتية كده لازم تبقى صريحة جداً حتى ولو كانت جارحة .
حسنة :      فيه حاجات بتوجع وكمان متصحش .
المذيعة      :      ما احنا لازم نوجع ونتوجع علشان نفوق وبعدين حلاوتنا في صراحتنا اللي الناس بيسموها بجاحتنا .
حسنة :      موافقة
المذيعة      :      نبدأ حوارنا .. اتفضلي على المكتب .. دلال .. دلال .. ( تتحرك بسرعة ) نادي على المخرجة والكاميرا من بره .
( يبدأ تصوير اللقاء )
المذيعة      :      ( تلقي مقدمة ) يقول تولستوي أعظم الكتاب وأكثر من تعذب من زوجته : أنت لا تعرف المرأة إلا بعد أن تتأكد من أنهم  أغلقوا عليك القبر ..  هو أيضاً القائل : أن المرأة تقول بأنها تحب الصراحة وهى أكبر كاذبة .. فهى تخنق وسطها بحزام الفستان وترسم بالقلم الأسود حواجب لا وجود لها وتلون شفتيها بالأحمر والخدود بالوردي .. وهي باهتة ، فأين الصراحة ؟! إنها تخفي حقيقتها انها تخفي صراحتها، وتطلب منا الكذب عليها بأن تقول لها أنت أجمل امرأة في العالم .. هي تكذب في سنها ووزنها وعواطفها … هذه هي اللا حقيقة التي تريدها المرأة .. فلا أحد يعرف بالضبط ماذا تريد المرأة فالمرأة عقدة ولا حل لها !!
ما رأى السيدة حُسنة صاحبة أحدث مكتب لمشاكل الأسرة والمرأة على وجه التحديد ؟
حسنة :      بسم الله الرحمن الرحيم .. أنا كنت يعني عاوزه أقول ( تميل على المذيعة ) هو احنا ينفع نعمل فاصل؟
المذيعة      :      احنا مش على الهوا علشان نعمل فاصل وكمان لسه بنقول يا هادي ( للمصورة ) وقفي يا رجاء .. اتفضلي يا ست خير.
حسنة :      يا ختي ايه الكلام ده .. ابقي فهميني براحة .. يعني معنى الكلام ده إن واحد مات وقفلوا عليه باب القبر .. وبعدين وإحنا مالنا!
المذيعة      :      آه .. شوفي يا ست حُسنة عاوزاكِ تقوللي رأيك .. ده واحد راجل عاوز يقول ،إن الستات بيحبوا الكدب عليهم وهما بيكدبوا على نفسهم وعلى الرجاله، بالمكياج وإنهم قصدي الرجاله مش بيفهموا الست عاوزة ايه إلا بعد الواحد منهم ما يموت ويتقفل عليه  قبر.
حسنة :      شوفي الإفترا .. بقى الستات كده طيب ، سجلي يا ختي .. أولاً الست أجدع من  رجاله كتير ومش هنعمل زي الجهلة ونقول أنها أحسن من الراجل ولا حتى زيه .. لأ الست ست والراجل راجل .. وهو الراجل لما يحلق دقنه ويحط كولونيا ويلبس اللي على الحبل بيبقى كداب .. الواحد من دول يتزوق لما يروح القهوة ولا يقابل صاحبه ولما يجي ينام جنب مراته ينام ريحته سجاير ومنكوش وريحة بقه يا ساتر .. آه الواحد يقول اللي له واللي عليه، كل واحد فينا بيحط مكياج على طريقته ولا عاوزينا نقعد بالجلابية وسخة وريحة البصل طالعة من هدومنا وبعدين يصوتوا ويولولوا .. آه النظافة حلوة وبعدين الستات غلابة .. آه والنبي يعني هي كل الستات بتحط أحمر وأصفر، فيه ستات متلقيش اللقمة وتشتغل من طلعة الصبح لحد نص الليل علشان تكفي بيتها وأهلها لقمة حاف .. نسيوا دول وافتكروا بتوع الأحمر والأصفر.
المذيعة      :      أنيس منصور الكاتب الصحفي بيقول :أن المرأة لم تنل حريتها واستقلالها لأنها كافحت وتعذبت ولكن بسبب إيمان الرجل بالمساواة بين الأجناس وكل الألوان .. يعني المساواة بين الأبيض والأسود والأصفر وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة .. بمعنى آخر ليس حباً في المرأة أعطاها الرجل حريتها ،ولكن لأنه يقدس الحرية ويقدس المساواة لذلك اعطاها حريتها في أن تتعلم وتعمل وتختار شريك حياتها .. ايه رأيك في الكلام ده ؟
حسنة :      وقفي ستوب .. يعني  إيه؟
المذيعة      :      أنا بتكلم عربي يا ست حُسنة .
حسنة :      يا ختي ما أنا عارفة بس علشان أجاوب حلو.
المذيعة      :      يعني الراجل هو اللي إدى الست حريتها لأنه بيحب الحرية مش علشان سواد عيون الست!
حسنة :      اسم الله ( تردح ) أوووه .. قصدي هي كانت الستات اتولدت عبيد علشان يدونا حريتنا .. احنا زينا زيهم ربنا بس اللي يحررنا ،ويعني هما بيتولدوا بأربع رجول واحنا برجلين ( متداركة ) لا مؤاخذة اشطبي دي وحشة .. قصدي يعني هو زايد حتة ايد ولا رجل ولا هو براسين واحنا براس واحدة ، كلنا ولاد آدم وحوا يعني هي حوا كانت عبده لآدم؟  زيها زيه وإلا ليه لما تاهت منه فضل يدور عليها لغاية لما لقيها وفرح، وخلف منها وعاشوا فى سعاده وهنا .. لولا الشيطان بقى الله لا يسامحه .
المذيعة
حُسنة ::     يعني انت مش مع الرأي ده؟
 لأ طبعاً الست حرة .. لكن فيه ناس تحب تشوف نفسها على حساب غيرها زى فكرة الخيوط دي .. الراجل عاوز الست تحت رجليه ،وينسى إن الست دي أمه وأخته ومراته وبنته وحبيبته وزميلته كل حاجة زي ما هو كل حاجة .. شوفي أنا أمي زمان كانت تقول لو الراجل شاف الست جاريه هتشوفه عبد .. آه اللي يقول لمراته يا هانم يقف لها الناس على السلالم .
المذيعة      :      هقولك شوية كلام تقولي تعليق عليه بكلمة واحدة فقط :  لم نسمع عن رجل واحد صادف زوجة عاقلة .
حسنة :      دي أباحة، ليه بنقطع شعرنا عليهم ؟
المذيعة      :      بكلمة واحدة .
حسنة :      قدرية .
المذيعة      :      مين قدرية ؟
حسنة :      زبونة لو كل الستات زيها يبقى ماشي الكلام، مع أنه بقى لما تفكري تلاقي قدرية دي مظلومة .. شوفي أمي زمان قالت ليه الراجل لما ينخ الست تستأسد على طول وده حصل لقدرية (تتنهد ) ولطفي
المذيعة      :      الزواج كالطعام المسلوق : صحي ولا طعم له .
حسنة :      أحسن من الصيام .. شوفي البطر وحش ،يعني اللي قال الكلام ده تلاقيه بيرمرم على طريقة كله حشو بطن .
المذيعة      :      كلمة واحدة أرجوكِ .. ما رأيك في مقولة : أن الرقص هو الفرصة الوحيدة التي ينظر فيها الرجل لأمرأة أخرى بشكل صريح دون أن تفقأ زوجته عينه .
حسنة :      من باب أبو بلاش كتر منه.
المذيعة      :      يقال أن المرأة القبيحة تغار على زوجها من الأخريات والمرأة الجميلة تغار على أزواج الأخريات .
حسنة :      (منزعجة) هه .. شوفي ..أبيحة إزاي وهي الأبيحة بتغيير؟
المذيعة      :      قبيحة من القبح مش من الأباحة .
حسنة :      ضاحكة .. وهي دي بيبقى عندها جوز أصلاً .
المذيعة      :      تعتقدي لماذا سمحوا للمرأة أن تتقلد مناصب مهمة ودرجات وظيفية في أماكن رفيعة ؟
حسنة :      ( تشير بيدها صمتاً .. يعني إيه )
المذيعة      :      يعني الستات دلوقتي بتشتغل في وظايف كبيرة، حتى أنها بقت وزيرة ونائبة في البرلمان زي النائبة ….
حسنة :      ( مقاطعة ) أيوه فاهمة فاهمة يا ختي بلا خيبة دول بيجوا في التليفزيون يا عيني قاعدين يصعبوا عليكِ ساكتين زي اللي واكليين سد الحنك .. والواحدة منهم تبقى متعلمة والناس فرحانة بيها وتديها صوتها وفي الآخر واحد يضحك عليها باكام مليون تخرج زي ما دخلت ولا تعمل حاجة .. بس ايه خرجت مريشة.
المذيعة      :      تفتكري ده موقف ؟
حسنة :      أيوه .. أنا كمان ليه مواقف مشهورة في حياتي اسألي دلال .
المذيعة      :      مع أن المرأة أخذت فرصتها في أماكن كتير وحققت نجاح .
جسنه : :    آه طبعاً فيه ستات حلوة .. جدعة .. والنبي لو تملولها جيوبها دهب ولا تفرط في مكانها .. اديكي شايفة، بيذلونا لما نعمل حاجة، ويقولوا الكلام اللي قلتيه قال يعني من طيبة قلبهم بيخلونا نشتغل ونختار رجالتنا كمان .. لأ حنينين .
المذيعة      :      تفتكري ليه الدولة فتحت مجالات كتير للمرأة، وسمحت لها باختراق مناصب كثيرة زي قاضية ..  مأذونة ؟
حسنة :      يعني لو عندك بت حلوة كده بتعمل كل حاجة ده مش هيخليكي تشيليها المسئولية وتفرحي بيها، الحكومة لما لقت الستات سدين ما صدقت ،وقالت خلي الرجالة قاعدين بقى على القهوة .. يعني حاجة زي كده .. بس المأذونة دي سدت مش كده ؟! يعني بتجوز بس ولا كله كله .. وهي المأذونة دي لازمها شهادة .. ليها والنبي فكرة حلوة .
المذيعة      :      ست حُسنة ، خلينا في اللي بنقوله، ليه فتحت المكتب ده وليه حل المشاكل بالتحديد .. يعني كان ممكن تفتحي بوتيك أو كافيه .. أو ما شابه .
حسنة :      آه، هو ما شابه ده ماعرفش فيه ، ده يعني يبيع إيه .. لكن القهوة برضه مش ( برستيش ) والبوتيك هو حد بقى معاه فلوس يشتري الناس يا دوب بتآكل وتشرب بالعافية، لكن المكتب ده قيمة كده والناس الحلوة كلها زباين عندي وحتى عندي مستشارة دكتورة أمراض نفسية اسمها ميرام كامل .. قطيعة، قصدي يعني دكتورة شاطرة قوي .
المذيعة      :      في نهاية الحوار كلمة توجيهنها للنساء في بلدنا .
حسنة :      آه مهم قوي السؤال ده .. هو علشان الست تعيش مرتاحة ،نتعاون من باب مايدومش غير صحوبية الست للست .. (معتدلة) قصدي لا يدوم إلا صداقة المرأة للمرأة وعلشان كده لازم نتفق ونعمل بالمثل اللي بيقول ( ابنك على ما تربيه وجوزك على ما تعوديه )
المذيعة      :      ازاي ؟!
يعني لو الأم ربت ابنها يحترم الست وبعدين لما يكبر تستلمه ست تعوده على الأدب..بقينا فُله صح ؟
المذيعة      :      فى نهاية اللقاء نشكرك ونتمنى لكِ النجاح و ....
              ( تدخل دلال لاهثة .. إلحقي يا أبلتي قدرية .. قدرية )
إظلام