اللوحة الثانية


اللوحة الثانية

إضاءة على حجرة المكتب فى المستوى السّفلى  .. حُسنة تركض ناحية المكتب تجلس عليه .. خلفها صورة كبيرة لرجل وامرأة ظهرهما لبعض .. تتصنع حُسنة أنها مُنهمكة فى العمل .. تعبث فى لاب توب وتضع نظارات على عينيها .. يُسمع صوت دلال من الخارج ترحب بالقادم وهى سيدة فى الأربعين ملامحها جامدة كشرية .. تقف بُرهة تتأمل حُسنة ثم تُحدثها بصوت جاف :
قدريه :      مساء الخير .
حسنة       :      أهلاً دقيقة وهكون معاكى
( تجلس قدرية تتفحص المكان حتى تبادرها حسنة ):
حسنة       :      أهلاً يا مدام .. مدام مش كده (مستعرضه متقعرة ) أليس كذلك ؟
قدريه        :      هو الكلام هيبقى بالفصحه؟ إذن أعتقد ذلك .
حسنة       :      لأ لأ .. بلاش خلينا نتكلم عربي من العادي أحسن ده حتى النبي عربي .
قدريه        :      قريت الإعلان بتاعكم وبصراحة ملقتش غيركم قدامى .
حسنة       :      أهلاً بيكِ .
قدريه        :      بصراحة أنا كنت النهارده يا قاتلة يا قاتلة برضه .
حسنة       :      ليه ومين ده إللي هتقتليه كفالله الشر .. لا إله إلا الله إهدي كدا واحكي لي .. بس في البداية اسمك وسنك .. لأ بلاش سنك ده ولاإيه رأيك ؟ ولا أقولك لأ..لأ بلاش  بلاش .
قدريه :      أحسن برضه هو السن لازمته إيه هتجوزينى !!
حسنة       :      إن شاء الله فى المرحلة الثانية للمشروع ، مرحلة الجواز والخلع .. قصدي  .. يعني أحسن لو تقولي مشكلتك على طول – لنفسها- باين الكلام الكتير هيخلينى أغلط .
قدريه        :      نعم ؟!
حسنة       :      ولا حاجه .. اتفضلي كملي .
قدريه        :      بصراحة أنا متجوزة راجل .
حسنة       :      والله !!
قدريه        :      قصدى راجل نكدي .. شرير .. قاسي .. ومن عشرين سنة وأنا بستحمل .
حسنة       :      (عاقدة ذراعيها خلف ظهرها تتمشى ) وبعدين كملي .
قدريه :      استحملته .
حسنة       :      (مقاطعة) طبعاً طبعاً الأولاد مفهوم .
قدريه        :      لأ مخلفناش .
حسنة       :      إمال استحملتيه ليه هه .. هه ليه ؟
قدريه        :      مجاملة لأمه .. أصلها كانت ست طيبة وأصلى أنا مقتنعة بالشعار إللي على باب مكتبك ( ما بيدومش إلا صحبية الست للست ) .
حسنة       :      ( هامسة لنفسها ) البت باين عليها غيرت اليافطة وكتبتها زي ما هى عايزة ،آه يا بنت الـ ..... قال ست قال يقولوا علينا إيه بس جهله.. .. كملي يا حبيبتي .
قدريه        :      أصل أمه وصتني عليه.
حسنة       :      حنينة والله ياختي .
قدريه :      وياريت كان تَمر فيه حناني .. بقاله سنة عمال يتمرد عليه ويقرف فيه .
حسنة       :      سنة بس ؟!  آه إزاي كملي ( لنفسها ) نسيت التسعتاشر سنة وافتكرت سنة .. حِلي يا حُسنة حِلي ( لقدرية ) احكي يا حبيبتي عمل ايه المفتري ده.
قدريه        :      هاحكي لكِ اللي  بيعمله واحكمي بنفسك .. من حوالي شهرين كده كنت قاعدة في حالي بنقي رز .. لقيته شايل حامل .
حسنة :      حامل ( مشيرة بيدها إلى بطنها)
قدريه        :      أيوه الحامل الخشب بتاع الرسم وشايل الألوان والفرش والتسجيل والترمس وراح ضارب الباب برجله وبجرأة قالي:  مقلدة صوت الرجل ( أنا رايح أرسم على البحر ) بصيت له بصة من اياهم .. الفُرش وقعت من ايديه .. رجيله خبطت على بعض .. قطع الخلف .
حسنة       :      مش قلتي أنكم مش بتخلفوا .
قدريه        :      آه نسيت .. المهم .. خلينا في المهم .. يقوم برضه يقولي : ما تيجي معايا .
حسنة       :      عداه العيب .
قدريه        :      عيب ايه يا استاذة .. إنتِ مع مين فينا .
حسنة       :      ( تشير إلى اللافتة على باب المكتب وهي تضحك ببلاهة ) مع الله ( تقولها بصوت مفخم رجالي إذاعي ثم تدارك) : معاكِ طبعاً
قدريه        :      لازم تبقى معايا .. شوفي بقى لو أنا رحت معاه مين هيطبخ لحضرته وينظف ويخيط هدومه اللى بيقطعها زي العيال .. كل بنطلوناته حجرها مقطوع وزراير قمصانه .
حسنة       :      وبعدين .. حصل إيه بعد كده ؟
قدريه        :      ولا حاجة قاللى : إنتِ تعبتِ من الشغل والخياطة والطبيخ خلى الشغالة تعمل وتعالي معايا أو نامي أو اتفرجي على التليفزيون .
حسنة       :      عداه ... ( متداركة ) قصدى عداكِ العيب .. وبعدين .
قدريه        :      هبيت فيه طبعاً .. أنام أنا ويروح هو للعريانين على البحر، اتفرج أنا على التلفزيون وعينه تنط من جسم لجسم ، لستات مايعة مش لاقية حد يلمها ..ماشية فاتحة صدرها ومعرية بطنها .
حسنة       :      عندك حق ( تلم حلق الفستان بيدها وتداري فتحة عند ساقيها) .
قدريه :      وبعدين قلت له لو عايز طبيعة أنا أوفر لك أجمل طبيعة .. رحت شداه جوه المرسم بتاعه وقلت له: اتخيل الطبيعة من هنا .. وبصيت فى عينيه وقلت له :اعتقد الخيال فى موقفك ده يبقى أحسن من الواقع هه .. من هنا تقدر تتخيل البحر والسما .. تتخيل اللي إنت عاوزه .
حسنة       :      أيوه الخيال برضه أحياناً بينفع .
قدريه        :      وهو عجبه كلامى .. نط من تحت ايدي وقالي فاكرة آخر مرة اتخيلت فيها ورسمت واحدة ست عملتي إيه .. أصدرتي فرمان أني ما أتخيلش .
حسنة       :      وده صحيح ؟
قدريه        :      ما هي كانت عريانة يعني من غير هدوم  الرقاصة حشمة عنها .
حسنة       :      مالها الرقاصة ياختي ( تهب مرة واحدة ثم تتدارك نفسها وتجلس..وتضم ساقيها تداري فتحة الفستان) أيوه كملي (لنفسها(  إيه النهار الأسود ده .. منعته عن السرحان ( لقدرية ) لأ معندوش حق .
قدريه        :      مش كده .
حسنة       :      طبعاً  طبعاً ( بغيظ) ربنا على المفتري ،إحكي يا حبيبتي وبعدين عمل إيه .
قدريه        :      ( تقفز فى خفة وتمثل ) ولعت الشمع .. قفلت الشبابيك والستاير .. ضلمت المرسم .. حطيت له سبت ورد مجفف كانت ماما جايباه فى عيد ميلادي ، اتصوري اتصوري ، ابتسمت فى وشه وقلت له : أحلى جو خيالي أهه ارسم بقه وخلصني .
حسنة       :      افتري ..(لنفسها: الله يخرب بيتك) مش ناقصه ولا حاجة .. وبعدين .
قدريه        :      نط مرة واحدة وقالي وجدتها : هرسم لوحة سريالي .
حسنة       :      سروالي ازاي يعني .
قدريه        :      سريالي هي كده بسمعها كده .. شوية شخبطة محدش بيفهمها غير اللي  بيرسمها .
حسنة       :      آه ( تضحك عالياً ) زي كده المعنى في بطن الشاعر لما بطنه هتفرقع ( تكف عن الضحك فجأة وتكشر وتلصق النظارة على عيونها بارتباك أمام نظرة قدرية الجامدة النارية لها) .
حسنة       :      احم احم وبعدين .
قدريه        :      شدني من ايدي وقعدني قدامه ونزل رسم فيّه وكل شوية .. ارفعي راسك .. اعوجي منخارك .. اعدلي حواجبك .. بصراحة صبرت وكنت فرحانة سعيدة ، بقى بعد جواز السنين دي كلها واللي تعبت من عدها فكر يرسمني .
حسنة       :      اخص عليه .. اتأخر كتير وفي الآخر سروالي .. كده برضه ميصحش ده كتير كتير أوى .
قدريه :      ساعتين مش كتير .
حسنة       :      يوه مش قولتي متجوزة بقالك عشرين سنة .. وبعدين بقى !!
قدريه :      ركزي معايا يا استاذة الصورة هي اللي اترسمت في ساعتين .
حسنة       :      آه .. معلش أصلي متأثرة علشانك ،دي مشكلة جامدة أوي .
قدريه        :      الكارثة في اللي حصل بعد كده.
حسنة       :      حصل إيه ؟
قدريه :      بعد الساعتين سألني : بتحبي اللون البني الغامق ولا المِحمر ولا الرمادي بلون التراب وقعد يضحك يبص للصورة ويضحك .. رحت هاجمه عليه .. قصدي على اللوحة أبص ألاقي إيه ؟!
حسنة       :      لقيتي ايه؟!.
قدريه        :      راسم كلابشات وملطخها باللون الأحمر .
حسنة       :      هه .. يا نهاره من غير ملامح .. كلابشات يعني إيه ؟
قدريه        :      ما هو أنا جاية علشان كده .. قولي إنتِ يعني إيه، والصورة أهى معايا ( تمد يدها بالصورة)
حسنة       :      ( مرتبكة ) آه هقولك طبعاً .. خلينا في المهم إنتِ عملتِ إيه ؟
قدريه :      جريت على المطبخ أجيب سلاح المرأة .
حسنة       :      سكينة ؟
قدريه :      المقشة أو إيد الهون .. رجعت لقيته هرب مني .
حسنة       :      ياخسارة .
قدريه        :      خسارة إيه .. لو كان استنى كان زمانك بتترحمى عليه .
حسنة       :      وراح فين ؟ ( لنفسها ) منك لله حد لاقي .
قدريه :      عند أخوه ما هو مخلوع من سنة وعايش لوحده .
حسنة       :      ( فرحة ) هايل هايل ايديهم عنواني .. قصدي عنوان مكتبي .
قدريه        :      نعم !!
حسنة       :      قصدي يعني أنا  .. أنا رأيي تخلعيه زي أخوه ،ويتلم المتعوس على خايب الرجا وبعدين إنتِ لسه صغيرة وممكن تلاقي .. أنا ألاقي لكِ عريس برقبته، في فرع الجواز إن شاء الله لما أفتحه .
قدريه        :      أتجوز تاني ..لأ لأ أنا مش عاوزة أخلعه، أنا عاوزة أعذبه زي ما عذبني .. وبعدين دا يوم المنى بالنسبة له لما أخلعه .
حسنة       :      يا سلام طيب لما هو عاوز كده ليه مطلقكيش ؟!
قدريه        :      الشقة باسمي والمؤخر ميه وخمسين ألف جنيه .. هدومه نفسها باسمى .. علشان كده بينام ويحلم بموتى .
حسنة       :      ( لنفسها ) ليه حق ياختى  ( متداركه) أعوذ بالله ، موتك الشر بره وبعيد .
قدريه        :      شكراً .. حبيبة والله .. طيب هحكي لك حكاية غريبة خالص ... بس الأول مفيش شوية ميه أو عصير أو شاي أو فنجان قهوة أي حاجة ريقي نشف ،ربنا ينشف ريقه ، سيرته بتعصبني .
حسنة       :      عندك حق ( تضعط على جرس تدخل السكرتيرة بالماء والعصير والشاي والقهوة على صينية واحدة ) .
حسنة       :      إيه ده وانتي عرفتي منين إن احنا عاوزين الحاجات دي ؟
دلال  :      طلباتك أوامر يا افندم
(تسحبها حسنة بجانب المسرح )
حسنة       :      أيوه بقى .. وانتي عرفتي أوامري منين ..آآه  إنتِ لسه فيكي الداء المهبب ده .. ماشي بعد الست ما تمشي هوريك، دي أول زبونة يا ملعونة هطفشيها ،وبعدين مش كفاية هي عليّه، الله يخرب بيوتكم  ( تقذف بالسكرتيرة بعيداً ثم تتجه لقدرية ) .
حسنة       :      اتفضلي اللي نفسك فيه .
دلال  :      ( متجهة لقدرية ) وبعدين يا مدام إيه الحكاية الغريبة إللي كنتِ هتحكي عنها .
قدريه        :      جري ايه يا استاذة ، هي أسرارنا كده لكل من هب ودب .
دلال  :      دب لأ لأ يا أوخه .. قصدي .. ده أنا حافظة أسرار المكتب ، البير اللي هترموا فيه حكاياتكم  وبلاويكم  ( تهز رأسها ) ومحدش هيوصله واسألي أبلتي .
قدرية :      مين!!
حسنة       :      آه أًبَلّتَى قصدها ... خير إن شاء الله ، بس هى ضعيفة في العربي .. كملي يا مدام  ( تشير بيديها لدلال علامة تهديد).
قدرية        :      من حوالي تلا ت سنين دخل الشقة، قعد ينادي مردتش عليه ،كان معايا تليفون مهم ؛صحبتي بتكلمني وماما كانت نايمة في أوضة الضيوف .. سِمعت دربكه، قامت لقيته بيقلع قميصه ورماه فوق النجفة، وقاعد يهتف مراتي ماتت شكراً يا رب .. حماتي ماتت شكراً يا رب  مراتي ماتت مِرسي خالص .. مِرسي بشدة ياريتني كنت دعيتك تبعت لي مكانها حورية بشافيف وردي وجسم مرمر بس من غير امها .
دلال  :      يانهاره مش فايت دا كان لازم يتأدب .
حسنة       :      ( تخبط  رأسها في الحائط وقبل أن تنطق تتحدث قدرية .)
قدريه        :      ما هو اللي حصله ما كنش شويه، بيبص لقى ماما في وشه وبتقوله (ويديك حورية ليه وانت شيطان ) .
حسنة       :      يالهوي تلاقيه وقع ميت يالله مش مهم .
قدريه        :      امال انا بحكي على مين .. بقولك من تلات سنين ده حصل وآخر مشكلة اللي أنا حكيتها لكِ من شوية دي كانت من كام شهر، بس ركزي معايا يا استاذة .
حسنة       :      ما هم اللي زي دول بسبسع ترواح .. يموت و يصحى.
دلال  :      هتودينا في داهيه .. دا انا اللي هبوظ الشغلانه (متجهة لقدريه ) كملي يا حبيبتي و بعدين .
حسنة       :      ( ناظرة إليها بغضب ثم لقدرية ) اتفضلي حضرتك أنا سامعاكي أنا سامعاكي ( تتوعد دلال بحركة من يديها )
قدريه :      صرخ وقعد يتنطط زي القرد .. عفريته .. عفريته .. قطعت التليفون مع صحبتي وخرجت جري من الضلمة ،أصلي بحب اتكلم في التليفون وأنا مضلمه الدنيا ،أول ما شافني قعد يبحلق في وشّي ويطلّع لسانه و يبرق ( تحاول تقليده) وراح مغمىً عليه.
دلال  :      يا ضنايه
قدريه :      نعم .. يا إيه بتقولي إيه ؟
دلال  :      الفزعة وحشة يا مدام ،ربنا يكون في عونه ودي مش أي فزعه، طلعتي له من الضلمه وأمك كمان يعني - الله يكون في عونه – وبعدين .
قدريه :      أستاذة حسنة أنا هكلم مين بالظبط ؟
حسنة       :      أنا طبعاً( لدلال) بره (  تدفعها بعنف و تغلق الباب و تعود لقدرية و هي تنفخ)  قولي إنتِ كمان .. قصدي إيه اللي حصل علشان يعمل كده.
قدريه :      ولا حاجه البيه نام على القهوة اللي جنب بيت أمه و حلم بإن كل الستات ماتت لدرجة إنه مشي حافي في جنازة ستات مصر و رجعلي البيت حافي .. قال إيه من فرحته تخيلي يا أستاذه من السيدة عيشه لمصر الجديده، تصدقي ؟!
حسنة       :      أصدق، هوأنا أقدر أعمل غير كده .. لكن عرفتي منين حكاية الحلم بتاع الستات اللي ماتت – كفى الله الشر -
قدريه :      من الدكتورة النفسانية، ما هو أنا مسبتهوش، وحياتك جبتله دكتورة محترمة علشان تعالجه، ما هي صاحبتي من زمان و من يوم ما جوزها طلقها و هي حطت كل همها في شغلها .
حسنة       :      وديتيه لدكتورة ( بغيظ ) ليه ؟
قدريه :      ماهو جوزي برضه ..بس يظهر أنها محتاجة مساعده علشان كده....
( تدخل دلال و هي على أطراف أصابعها  
تتراقص بنعومة و هي تخفض من صوتها و تُرفعه )
دلال  :      واحده ست .. ست قوي ست زي الكتاب ما بيقول بره عوزاكم بتقول اسمها دكتورة ميرام .. إغراء حاجه كده .
قدريه :      أيوه ..أبوه دي الدكتورة صاحبتي، اللي بتعالج جوزي، أنا قولت لها تقابلني هنا، عندك خليها تدخل .
دلال  :      قوي قوي .. قوي خالص.
حسنة       :      فيه إيه إتعدلي .
(تدخل الدكتورة ميرام .. جميلة رقيقة حالمة)
ميرام        :      بنسوار .. ساليوه قدرية ساليوه مدام 
حسنة       :      البت عندها حق .. أهلاً يا دكتورة اتفضلي
قدريه :      احكي يا ميرام للمدام عن البيه و الحلم اللي مبيبطلش يحلمه .
ميرام        :      أوه نو .. إهدي شويه قدرية على طول عصبية.
قدريه :      أمال انا جيباكي ليه، مش علشان تحكي للمدام وتلاقوا حل .. واحدة حلالة مشاكل والتانيه حلالة عقد نفسية .. عاوزة نتيجة و دلوقتي .
ميرام        :      لطفي
حسنة       :      مين ده ؟
قدريه :      جوزي اسمه لطفي
ميرام        :      لطفي عنده انهيار عصبي ناتج عن صدمة عصبية بعد ما اكتشف إنها لسّه عايشه هي و طنط مامتها يعني، ودي صدمة كبيرة كبيرة قوي .
قدريه :      ليه يا ميرام  كان لازم أموت علشان يرتاح ؟!
ميرام        :      افهمي يا قدرية إنت خشنة خشنة خالص ولطفي راجل فنان طاير زي العصفور يحب الفضا و السما و البحر و الخيال .
حسنة       :      تاني خيال مابلاش
ميرام        :      ( لحسنة ) يا مدام إنت إنسانة مثقفة .. دارسة و أكيد عندك دراسات علم نفس .
دلال  :      ( تلتصق دلال  بظهر حُسنة التى تواجه ميرام وتهمس ) :اعدادية نفساوية وسقوط مربع يا وله
(تستدير حسنة فتواجه دلال ميرام .) 
دلال  :      جرى إيه يا دكتوره هو امتحان : خلينا نقعد كده قعدة حلوة زي اجتماع الوليات المتحدة : علشان نحل مشكلة الغلبانة دي.
ميرام        :      ايه ده ( ناظرة لقدرية ) ايه المستوى ده يا قدرية متأكدة إن دا مكتب حل مشاكل .
حسنة       :      (  تفلت دلال)  لأ  لأ متغلطيش .. ده أحسن مكتب لحل العلاقات الزوجية .
ميرام        :      (  تضحك عالياً بخلاعة وتجلس ) واضح .
دلال  :      دي باين عليها بنت كار يا أستاذه حسنة، والله دي تلاقيها ساقطة ثانوية عامة .
قدريه :      إحنا هنتخانق، أنا عاوزة حل، فاهمين ؟ عاوزة حل .. قبل ما اقتله .
ميرام        :      إيه تقتليه؟ لأ إعقلي .. الأحسن تتنازلي عن المؤخر وخلاص خدي الشقة مش عاوزينها .
قدريه :      هما مين دول؟! .
ميرام        :      قصدي مش عاوزها خلاص .. بس المؤخر ده كتير عليه .
قدريه :      إنتي مع مين وضد مين ؟! أنا كده شامه ريحة مش كويسة .
دلال  :      لأ عندك ، ده أنا رشه ومبخره ريحة مين يا حبيبتى .
قدريه :      (تتجاهلها وناظرة للدكتورة )  هو دفعلك ولا إيه؟! ده إحنا أصحاب وميدومش غير ( الثلاثة قدرية وحسنة ودلال) غير صحوبية الست للست
ميرام        :      طيب ما هو أنا ست .
دلال  :      والنبى قلت لهم ست قوي .. ست خالص بجد .
ميرام        :      (  تنتفض بعيداً عنها ) ميرسيه .
حسنة       :      بس .. أنا عاوزة ملخص .. خلوني أعرف أحل .
ميرام        :      المشكلة عند لطفي إنه بيعاني من تسلط قدرية وخشونتها، عندها سلطة أبوية أحياناً وزوجية على طول، وده بيحب الرقه والحنان سنين وهو عايش على أمل إنها تفوق ، لغاية ما سرقت عمره .
قدريه :      أنا يا ميرام، أنا حرامية، وياريتني سرقت حاجة تستاهل إنتي إيه حكايتك بالظبط ؟!
ميرام        :      ولا حاجة يا روحي ، بس صعب عليه، لطفي ده إنسان غلبان ومعرفتيش تحافظي عليه .
قدريه :      كنت حافظي إنتي على جوزك ،الراجل النسمة البلسم اللي زهقتيه لغاية ما طلقك .
حسنة       :      بلسم ونسمة وده راح فين ؟!
ميرام        :      لحال سبيله ده كان رجل متسلط ..شكاك في كل شئ .. عاوزني أعمل كل حاجة على مزاجه وأنا بحب أعيش حياتي .. أحب أمارس حريتى.
دلال  :      تمارسي حريتك .. إزاي؟ هه ؟ إزاي ؟ .. إحكي لنا شويه .
قدريه :      إحنا جايين نسمع مشكلتك ولا مشكلتي، بقولك إيه يا ميرام، أنا يا حبيبتي سحبت الزبون بتاعي، مش عاوزاه يكمل علاجه ماشي، ودلوقت مهمتك خلصت وصداقتنا كمان خلصت .
ميرام        :      عادي إللي تعمل كده في جوزها ،هتعمل إيه في صحبتها ؟!
قدريه :      (  تقوم بعصبية وتتجه ناحية ميرام التي تجري ) .
ميرام        :      يا متوحشة ومن غير باي باي (تخرج ).
دلال  :      ياخسارة كانت مطريه القعدة والله .
حسنة       :      وإنتي كمان بره بره .
(تجري دلال  وخلفها حُسنة تدفعها .. يخلو المسرح إلا من قدرية التي تجلس ،ويظلم المسرح مع اضاءة عليها وموسيقى شجية .)
قدريه :      أنا متوحشة أنا .. شكراً يا صحبتى طب دا أنا كنت أرق واحده فيكم .. وأهدا واحده فيكم طول عمرى بحلم بالحب .. ومحصلش، اتجوزت لطفي علشان عريس كويس .. قلت الحب بعد الجواز .. هرب مني ورا لوحاته وندواته .. جريت سنين ،نفسي في كلمة حلوة من اللي بسمعه يقولها لستات تانية، مكنش يعرف إني بعرف تصرفاته أول بأول ، كنت ألبس وأتزوق وأقعد بالساعات استناه؛ علشان يقوللي إنتي جميلة، فستانك حلو مكانش بيشوف .. يدخل عاوز ياكل ويشرب وينام ، لغاية أول مرة زهقت وزعقت فيه لقيته سكت ..اللي بعدها خاف مني، بقى كل خطوة بيرجعها بكسبها أنا، لحد ما بقيت الوحش اللي بتقولي عليه يا ميرام ، كان نفسي يوم يوقفني عند حدي ،محصلش كان بيسكت.. كان بيسكت ، داريت ضعفي وخوفي ورا لساني .. استخبيت من نظرات الناس لأني أرض بور..داريت ضعفي  بالعصبية ومحدش في يوم طبطب عليه .. محدش قالي كفاية كده ، كله بيخاف وبيبعد .. وأنا فرحت محدش هيشوف ضعفي .. كنتي فين وقتها يا دكتورة ؟ مساعدتنيش ليه؟! جايه دلوقتي تقولي متوحشة وهو شايفني وحش أنا .. أنا قدرية إللي هربت من قسوة أمها .. لغباء زوجها، أكتر راجل عنده غباء عاطفي .. يا خسارة يا لطفي كان نفسي تحبني أكتر ما تخاف مني يا ريتك حبيتني يا ريت .. (تضع وجهها بين كفيها ) 
( أغنية عاطفية ) .
دلال  :      (تدخل لاهثة وتنظر خلفها للتأكد بأنه لا أحد خلفها ) كل شوية ضرب وإهانة وأنا أستحمل ليه كل ده،إيه اللي يخليني صابرة عليها، بلا هم دا  حتى كل اللي معاها إِعد ...
(تقطع الكلام عندما تشاهد حسنة داخلة عليها ) خلاص وحياتك يا ابلتى ما هعمل حاجة تاني هوأنا كنت عملت حاجة يا اخواتي ، بزمتك يا مدام (لقدرية) أنا عملت حاجة يا ناس يا هووه  .
حسنة       :      اخرجي بره دلوقتي .
دلال  :      أنا رايحة احضر هدومي وهفوتهالك .
حسنة       :      في ستين داهيه خنقتيني  .. حشرية .. مملة أوف – متداركة – داهية .. داهية إزاى .. بت يا دلال  دلال .. يا زفت  .
دلال  :      افندم عاوزه ايه تاني من زفت .
قدريه :      هو فيه ايه .. أنا فين بالظبط .. هتقعدو تتخانقو وأنا ومشكلتي .
حسنة       :      ( لقدرية ) شوية كده يا حبيبتى .. (  تأخذ دلال على جانب) ايه يا دوللي تمشي فين هو إحنا لنا غير بعضنا .. دا أنا الحلة وانتي غطاها .. انا البير وانتي الجردل .. انتي الجزمة وأنا رباطها .
دلال  :      اشمعنى دي قلبتيها متعدليها زي اخوتها .
حسنة :      أنا جزمة يا قليلة الحيا  .. دا أنا ستك حُسنة وإذا كنت نسيتي أفكرك ( متداركة) دوللي يا حبيبتي .. اطلعي فوق ،حضري الحمام ، علشان لما تمشي البلوه ديه تدلكي ضهري اللي انقسم .. والله الرقص كان أهون .               
دلال  :      ما قلنا .. بس احلفي مفيش ضرب تاني آه .. إلا الضرب ماشي يا استاذه .. وبعدين أنا رأيي إنك تقولي للمفتريه دي تصالح جوزها علشان تدخل الجنة  من بابه ما هو لازم يرضى عنها أمي بتقول كده الست بتدخل الجنة من باب جوزها .
حسنة       :      وهي لازم يعني تدخله من باب لطفي ، ما تدخلها من باب الفتوح أو زويله يا خفيفية، يالله يا بت، الست شكلها هيطق فينا .
( تخرج دلال وهي تغني والنبي لا أهشه دا العصفور .. وأنكش له عشه  .. دا العصفور) .
قدرية :      حشرية قوي.. مملة ..أنت صابرة عليها ليه .. هيه ماسكة عليك ذلة؟
حسنة :      خلينا في مشكلتك .. الدكتورة اللي كانت هنا دي أنت مرتاحة لها وأيه اللي خلاها تتدخل في الموضوع.
قدرية        :   نسيتي تاني ماهو لما أغمى على لطفي خفت عليه،                       ماهو برضه جوزي وكان مفروض يبقى أبو عيالي                       اللي مجوش
حسنة :      صحيح هو مين السبب؟
قدرية :      (مكشرة مهددة)تفتكري مين؟
حسنة :      (خائفة مرتبكة)هو طبعاً هي دي عاوزة كلام
قدرية :      وياريت عاجب ده متهمني إني السبب وقال إيه بكره هيطلع لي شنب .. شنب يا ست حسنة!
حسنة :      (تنظر لها وتدقق النظر)
قدرية :      ايه بتبحلقي في إيه؟!
حسنة :      عموماً دي وجهات نظر، بس ليه قال كده!
قدرية :      قال إيه ياستي قرأ دراسة  عملاها  جامعة كامبردج.
حسنة :      فين ؟.. مين ؟
قدرية :      كامبريدج جامعة في بلاد بره .. إيه متعرفيهاش.
حسنة :      أعرفها بس مسمعتش كويس .
قدرية :      قال ايه يا ستي الخلافات الزوجية لها آثار سلبية على المرأة .. غير الضغط والسكر والشلل الرعاش ممكن يعني .. شوفي ممكن الست تنام تقوم راجل بشناب.. ولو تدهور الموقف ممكن يطلع لها.. شعر في صدرها .
( حُسنة تتقدم نحو قدرية تفتح صدرها تنظر فيه .. قدرية تلقى يديها بعيداً) .
حسنة :      (ضاحكة) والله دمه خفيف .
قدرية :      هو مين اللي دمه خفيف ( بعصبية) هه أتكلمي .
حسنة :      جوزك إيه.. براحة شوية من الصبح قاعدة تشخطي فيّ، هو أنا إيه جوزك !
قدرية        :      أنت بتزعقي فيّ ؟!
حسنة :      أيوه.. عندها حق صاحبتك ، ده أنت ناشفة قصدي خشنه قوي ( تقلد ميرام) دي تصرفات ست دي .
قدرية :      متقوليش صاحبتي .. طول عمرها تيجي في صف لطفي .. عاملة نفسها الصدر الحنون، والراجل الكومل جوزها مقعدش معاها تلات سنين  وهرب منها .
حسنة :      هو اللي هرب!!
قدرية :      وأنت مالك ؟
حسنة :      مالي إزاي دا أنت قالبه كل الحقايق معندكيش حاجة في مكانها حتى جوزك قلبتي حاله(تصمت برهة ) آه قلبتيه قلبتيه هو ده الحل وجدتها.
قدرية :      حل إيه ؟
حسنة :      المشكلة الحل النهائي لإنقاذ المسكين ده أنه يتحول لست وكده يسقط حقك في ملكيته.. لأنك كده هتبقي مرات لطيفة مش لطفي .آه .. نمرة جوزك بسرعة .. هاتي النمرة بسرعة ( تقترب من قدرية).
قدرية :      ( ترتمي فوق المقعد) مجنونة أنت ست مجنونة .
حسنة :      أنا مجنونه طيب استني..ساكته عليك من الصبح .. طيرتي البرج اللي فاضل عندي .. فين دلال (تنادي) بت يادلال ..تعالي امسكي ليه المجنونة دي.. جننتي الراجل وجاية تكملي عليه (تعود تجري نحوها)
قدرية :      (تركض هرباً وهي تتوعد) والله لبلغ البوليس يانصابة يا مدعيه
              (حُسنة تركض خلفها يخرجان)
رقصة جماعية أو أغنية
ستار